ضعف السمع كمرض مستقل له العديد من المسببات، ونسبة 50% من حالات ضعف السمع تكون الإصابة به ناتجة عن عوامل وراثية، لكن هذا لا يعني أن الأصحاء في مأمن من تعرض حاسة سمعهم للضعف، فقد عَدّد الخبراء مجموعة من السلوكيات الخاطئة التي يتبعها البشر، وهم يجهلون أنها تقودهم مباشرة إلى إضعاف سمعهم بل قد تؤدي إلى الصمم التام.
سلوكيات ضعف السمع :
حذر العلماء مجموعة سلوكيات تكرارها يسبب ضعف السمع ،ونصحوا بتجنبها أو الحد منها على أقل تقدير، وذلك للحفاظ على فاعلية حاسة السمع وقوتها، وهذه السلوكيات الخطرة تتمثل فيما يلي:
الضوضاء :
وجدت الأبحاث العلمية أن عمال المصانع هم الأكثر عرضة للإصابة بـ ضعف السمع ، وذلك نتيجة لتعاملهم مع الآلات والمكينات المحدثة للضوضاء بصفة يومية، ومن أخطر أضرار الضوضاء أن التعرض لها لفترات طويلة يقود إلى ضعف السمع ،ويعد ذلك الأثر الأقل ضرراً لها حيث أنها قد تكون سبباً في فقدان السمع بشكل تام، ولذا ينصح الأطباء بضرورة اتخاذ إجراءات السلامة عند العمل، والتي تتمثل في هذه الحالة في ارتداء سدادات الأذن للحد من شدة الضوضاء، مع ضرورة أخذ قسط من الراحة على فترات والابتعاد عن مصدر الصوت المزعج.
سد الأذن :
بالنقطة السابقة ذكرنا سدادات الأذن ضرورية كعامل وقائي يحافظ على حاسة السمع، وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة استخدام سدادات الأذن الخارجية فقط، حيث أن البعض يسدون الأذن عن طريق حشر قطع من القطن في داخلها، وهذا السلوك قد يأتي بنتائج عكسية وبدلاً من الحماية قد يسبب ضعف السمع ،بل قد يتعدي ضررها هذا الحد وتتسبب في تمزيق طبلة الأذن، مما يترتب عليه فقدان الإنسان لحاسة السمع بشكل نهائي.
أمراض الأطفال :
قد تنتج الإصابة بـ ضعف السمع كواحد من أعراض بعض الأمراض، خاصة تلك الأمراض التي تشيع الإصابة بها في مرحلة الطفولة، والسبب في ذلك يكون تراكم كمية من السوائل داخل قناة الأذن، وفي غالبية الحالات يكون ضعف السمع حالة عرضية مؤقتة، ولا تشكل أدني حد من الخطورة وتزول بزوال المرض وإتمام الشفاء، لكن هذا بالطبع إذا تم الانتباه للأمر واستشارة الطبيب المختص، أما إذا تم إهمال ذلك فقد تصاب الأذن الوسطى بالعدوى وتتضرر بشكل بالغ، وحينها سيكون علاج الأمر أصعب كثيراً وتستمر حاسة السمع في ضعفها، ومن الأمراض المسببة لذلك التهاب السحايا والإنفلونزا الشديدة والحصبة، وتزيد احتمالات ضعف حاسة السمع لدى الأطفال إذا أهملت عملية تطعيمهم.
اختلاف الضغط الجوي :
ضعف السمع المؤقت ينتج مباشرة نتيجة لتغير الضغط الجوي، والأكثر عرضة لهذه الإصابة هم الأشخاص الذين يسافرون بالطيران لساعات طويلة، وكذا من يمارسون رياضة الغطس ويقضون فترات طويلة أسفل الماء ولفترات طويلة نسبياً، هذه الأمور تزيد من الضغط على الأذن وتضر بطلبة الأذن والأذن الداخلية والوسطى، وفي العموم تحتاج هذه الحالات عدة أسابيع كي يتم التعافي من الإصابة، وفي بعض الحالات الشديدة يستدعي الأمر تدخلاً جراحياً.
الأدوية :
أغلب الأدوية والعقاقير الكيميائية يكون لها أعراض جانبية سلبية، وقد يكون هذا العرض الجانبي متمثلاً في ضعف السمع ،والأدوية التي تسبب هذا هي غالبية أنواع المضادات الحيوية وعقاقير علاج السرطان، ولهذا يُنصح من يتبع نظام علاجي طويل المدى بمتابعة حالة السمع مع الطبيب، للتعرف على قدراته السمعية والكشف المبكر عن أي إصابة تتعرض لها، ومن ثم يمكن التعامل معه وتفادي تفاقم الأمر إلى الفقدان التام للسمع.
التقدم العمري :
أخيراً ضعف السمع يعد أحد الأعراض التي تصاحب الشيخوخة، ويعده الأطباء أحد الأعراض المفروغ منها، والتي تصيب غالبية البشر في كبرهم نتيجة لضعف خلايا الأذن، لكن الحذر وتجنب السلوكيات التي تضعف حاسة السمع يؤخر من ظهورها، ويضمن سلامة حاسة السمع وقوتها لأطول فترة ممكنة.