العمل على تنمية قدرات الطفل يبدأ منذ لحظة ولادته، وهو الأمر الذي يغفله العديد من الآباء ويكون كامل اهتمامهم منصب على الصحة العامة، لكن باحثي علم النفس التربوي يروا أن النمو العقلي لا يقل أهمية عن النمو الجسدي.
خطوات تنيمة قدرات الطفل :
تنمية قدرات الطفل لها أكثر من وسيلة تتدرج تبعاً للمراحل العمرية، ونظراً لأهمية هذه القدرات وتأثيرها على حياة الطفل المستقبلية، رأى العلماء ضرورة البدء المبكر في عملية تنميتها، ووضعوا مجموعة من الأسس البسيطة التي تساهم في تنمية قدرات الطفل بدءاً من أعوامه الأولى:
1- حب الاستطلاع :
دائماً ما يُنصح الشخص المُقدِم على تعلم لغة أجنبية بالبحث عن المصطلحات بنفسه داخل القاموس، أو أن يتعامل مع أشخاص يتحدثون بتلك اللغة، رغم أن سؤال المعلم والحصول على إجابة تبدو طريقة أسهل، إلا أن نسيان المعلومة في وقت لاحق سيكون بنفس السهولة.. من هذا المنطلق علينا أثناء تنمية قدرات الطفل منحه فرصة البحث، فالإنسان بمجرد أن يصبح بمقدوره إدراك المثيرات من حوله، تُخلق أسئلة كثيرة داخل عقله وبالفطرة الفضولية يبدأ في البحث عن الإجابات، وبعض الآباء يصيبهم الضيق تجاه فضول الطفل المتنامي، ويكبحوه إما حرصاً على سلامته أو ضيقاً من كثرة حركته، ولكن في سبيل تنمية قدرات الطفل يجب ترك له المساحة للتحرك والبحث بل والعبث أيضاً، ولا داعي للحماية الزائدة والخوف المبالغ به طالما أن البيئة المحيطة به مأمونة، فالبحث والرغبة في المعرفة سيساعدنه في تنمية قدراته الفكرية والعقلية، كما سيساهم بفاعلية في تنمية حاستي البصر واللمس لديه.
2- الألعاب التنموية :
نسبة كبيرة من الآباء يتعاملون مع ألعاب الطفل على أنها مجرد وسيلة للإسكات والإلهاء، لكن في الواقع أن اللعب من أفضل الوسائل المساهمة في تنمية قدرات الطفل ،ومن الألعاب ما يكون مبيناً عليه الفئة العمرية التي يمكنها التعامل معها، فيُفضل عن إغفال هذا الإرشاد واقتناء أي نوع من الألعاب بعشوائية، فالدراسات النفسية التي تناولت تنمية قدرات الطفل ،وجدت أن للألعاب أثر بالغ في تنمية أكثر من مهارة لدى الطفل، فهي تكسبه القدرة على الملاحظة والتركيز وتنمي لديه الخيال، وكذلك لها بالغ الآثر الإيجابي على قدرات الطفل الاستنباطية الاستدلالية، وتدفعه للتفكير في سبيل البحث عن الحلول وإيجاد البدائل، وتعتبر ألعاب المكعبات المتشابكة خياراً مثالياً بالنسبة للأطفال بالعامين الأول والثاني.
3- الاعتماد على النفس :
منذ بدء الخليقة لم يدفع الإنسان إلى الاختراع سوى حاجاته الحياتية، ومن ثم لابد منح الطفل الفرصة للاعتماد على نفسه واكتشاف قدراته، وكل ما على الآباء هو توفير البيئة الآمنة له وإبعاده عما قد يشكل خطورة، وفي ذات الوقت عليهم ألا يوفرا كل شيء للطفل بسهولة، فحين يبدأ أولى محاولات الحبو عليهم تركه يخوض التجربة، ويفشل أكثر من مرة ويظل يجاهد حتى يتمكن من تلك الحركة، ثم سيتكرر الأمر مرة أخرى مع أولى محاولات المشي، هذا يساعد بفاعلية فائقة في تنمية قدرات الطفل وثقته في نفسه.
4- لا تكرر الخطأ :
البعض يتعامل مع الطفل في أعوامه الأولى باعتباره دمية جامدة، فلا يولون اهتماماً لمشاعر الطفل أو مهاراته خلال تلك المرحلة، على الرغم من أنها تعد من أهم المراحل بعمر الإنسان ولن يحصد بالغد إلا ما يزرع به اليوم، وبعض الآباء يرتكبون سلوكيات خاطئة نابعة من جهلهم بآثرها على طفلهم، وكيف يمكنها أن تعوق عملية تنمية قدرات الطفل، فالمثل الشائع هو أن حين يبدأ الطفل في النطق تغلط منه الكلمات بشكل مغلوط، ومن باب الفكاهة يقوم الآباء والمحيطين بالطفل بتكرارها المهارة اللغوية للطفل الآخذة في النمو، وعوضاً عن ذلك يجب الرد على الطفل باللفظ الصحيح، وذلك ليعمل هو على تنمية قدراته بالشكل المغلوط، وذلك يعمل على ترسيخ المنطوق المغلوط داخل مخ الطفل، وبالتالي يكون له تأثيرات سلبية على القدرات اللغوية لدى الطفل، إنما يكون توجيه الطفل هنا بشكل غير مباشر من خلال ترديد اللفظ أمامه بشكل صحيح، للمساهمة في تنمية قدرته اللغوية من خلال محاولته لتقليد طريقة إخراج اللفظ.