ريجيم الماء هو من أكثر أنظمة الريجيم والحميات الغذائية صحية وفائدة، مما جعل منه النصيحة الدائمة لخبراء التغذية والتخسيس، وذلك الريجيم الموصوف بالسحري يمكن الاستفادة منه بإحدى الطريقتين، الأول من خلال اتباع نظام ريجيم الماء المكثف والذي يُنقص الوزن في زمن قياسي، أما من يفتقد إلى القدرة على احتمال النظام الصارم لـ ريجيم الماء المكثف، فبإمكانه تضمين كميات الماء الكبيرة لأي نظام ريجيم آخر يتبعه، فالماء في كل الأحوال مساهم فعال في عملية خسارة الوزن.
ريجيم الماء .. سرعة وفائدة ومحاذير
في الواقع أن فوائد الماء لصحة الجسم أكثر مما يمكن أن يتم حصره، فقد أجريت عليه الأبحاث وأقيمت عنه الدراسات، وفي كل مرة كانت النتائج تؤكد فوائد الماء وتكشف عن فوائد أخرى جديدة، ومن أهم فوائد الماء مساهمته الفعالة في التخلص من الوزن الزائد، الأمر الذي دفع الخبراء إلى تضمينه لكافة أنظمة الريجيم المختلفة، وكذا وضع برنامج تخسيس يعتمد بشكل أساسي على الماء والماء وحده.
أولاً : ريجيم الماء المكثف :
يعدك خبراء التغذية بخسارة حوالي 5 كيلوجرام من الوزن باتباع ذلك الريجيم السحري، والذي يعد من أسرع أنظمة الريجيم وأكثرها فاعلية بجانب أنه صحي وآمن، بل ذهب بعضهم إلى وصف ريجيم بالماء بأنه أفضل أنواع الريجيم على الإطلاق، فهو بجانب فاعليته في حرق الدهون له فوائد صحية عديدة، ويتأسس ريجيم الماء على تناول عدد كبير من المياه باستمرار على مدار اليوم.
اليوم الأول :
8 أكواب من الماء هي الشرط الأساسي لأول أيام ريجيم الماء ،وذلك لأن في البداية يعمل نظام ريجيم الماء على تنظيف الجسم من السموم، ومن المعروف أن الماء ينشط الكبد والكليتين وهما الأعضاء المسئولة عن تخليص الجسم من تراكم المواد الضارة، أما عن الطعام فهو يتمثل في تناول الفواكه الغنية بالسوائل فقط، مثل البطيخ والتفاح وذلك الأخير هو الأكثر فاعلية، حيث أن التفاح يحتوي على حمض الماليك والذي يساهم في تطهير الجسم من السموم.
اليوم الثاني :
باليوم الثاني من ريجيم الماء يزداد معدل الماء بمقدار كوبين، أي يجب على الشخص تناول 10 أكواب ماء على مدار اليوم، أما عن الطعام بذلك اليوم فهو عبارة عن خضروات نيئة فقط مع تجنب الأنواع المطبوخة، وذلك لأن الخضروات النيئة تحتوي على معدلات أعلى من العناصر الغذائية اللازمة للجسم، ويُنصح هنا بتناول الجزر كونه من أنواع الطعام الممدة بالطاقة، بجانب احتوائه على الألياف الغذائية النافعة لعملية خفض الوزن، ويمكن تناول بعض ثمرات التفاح كطعام أو عصائر.
اليوم الثالث :
اليوم الثالث لـ ريجيم الماء المكثف يكون معدل تناول الماء 8 أكواب كحد أدنى، ولكن إن كان بمقدور الشخص زيادة المعدل عن ذلك فهو أفضل، ويعد اليوم الثالث هو البداية الفعلية لنظام ريجيم الماء، كون اليومين الأول والثاني يعتبرا مرحلة تنظيم وإعداد للجسم، وفي ذلك اليوم يبدأ الشعور بالجوع يقل نسبياً نتيجة لاعتياد الجسم على النظام الغذائي، ويسمح في ذلك اليوم بتناول الخضروات المسلوقة دون إضافة أي كمية من الملح إليها، كما تستمر الفاكهة كمصدر أساسي للتغذية ضمن ذلك البرنامج.
اليوم الرابع :
بحلول اليوم الرابع من اتباع ريجيم الماء ،سيكون بمقدور الشخص ملاحظة تأثيره على وزنه بوضوح، حيث يكون قد انخفاض بمعدل 1: 2 كجم بحسب تقدير الخبراء، وفي هذا اليوم يتم الاستمرار في تناول أكواب المياه الـ8 كالمعتاد، مع التوقف التام عن تناول أي نوع من أنواع الطاعمة باستثناء الموز والحليب.
اليوم الأخير :
اليوم الخامس من نظام ريجيم الماء هو اليوم الأخير، وخلاله يزيد كم الماء بمقدار كوبين كما كان الحال باليوم الثاني، ويمكن لمتبع ريجيم الماء العودة للطعام بشكل تدريجي ابتداءً من ذلك اليوم، ينصح الأطباء بالاكتفاء بقطعة لحم منزوعة الدهون في ذلك اليوم، وابتداء من صباح اليوم السادس يكون بمقدور الإنسان تناول وجباته الثلاثة بانتظام، مع الحرص على اختيار أنواع الطعام المفيدة منخفضة السعرات الحرارية.
ثانياً : كيف يؤثر الماء على الوزن :
في حالة عدم القدرة على اتباع البرنامج المكثف للتخسيس بواسطة الماء، يمكن الاستفادة منه في تحقيق ذات الغاية بطرق أخرى:
الماء البارد :
من المعلومات الأكثر شيوعاً حول استخدام الماء في إنقاص الوزن، هو أن تناول الماء الدافيء يساهم في إحراق الدهون وإذابتها، إلا أن الأبحاث العلمية أثبتت أن الماء البارد قد يكون له تأثير أقوى في عملية التخسيس، وينصح أطباء التخسيس بالاعتماد عليه عند الاتجاه إلى ريجيم الماء ،حيث يزيد من فاعليته ويساعد على تحسين النتائج المأمولة منه، وذلك لأن الماء البارد تكون درجة حرارته منخفضة بنسبة كبيرة عن درجة حرارة الجسم الداخلية، ومن ثم يعمل الجسم على معادلة حرارته لتتناسب مع حرارته الطبيعية وهي (37 درجة مئوية)، وفي سبيل تحقيق هذه الغاية يعمل الجسم على إحراق كم من السعرات الحرارية، وهو ما يؤدي بالتالي إلى التخلص من الدهون المتراكمة بالجسم وتخفيض وزنه، وبالطبع كلما كان الماء أكثر برودة كلما اضطر الجسم إلى إحراق كم أكبر من السعرات الحرارية، ولكن يحذر الأطباء وخبراء التغذية من الإفراط في تناول الماء شديد البرودة أو المثلج، وذلك خشية التعرض لأي من إصابات الحلق بسببه، ويفضل تناول الماء الذي تكون درجة حرارته منخفضة وملائمة للفرد في نفس الوقت، والإكثار من تناول ذلك الماء سيؤدي إلى تحقيق ذات النتائج التي تترتب على تناول الماء المثلج، وجدير بالذكر أن بعض خبراء التغذية يعدون الماء البارد نظام تخسيس مستقل بذاته، وذلك لما أثبته من كفاءة وقدرة على إنقاص الأوزان في أوقات قصيرة نسبياً.
الإشباع :
من الأسس التي يعتمد عليها ريجيم الماء في تحقيق تأثيراته الساحرة بالنسبة لإنقاص الوزن، هي أن امتلاء المعدة بكم مناسب من الماء يمنح الإنسان إحساساً بالشبع والاكتفاء من الطعام، وبالتالي فإنه حين يتناول وجبات طعامه الرئيسية فإنه لا يسرف في التناول، ويبيت بمقدور الإنسان حينها الاكتفاء بأقل قدر من الطعام، وهو القدر الكافي لإمداد جسمه بالعناصر الغذائية من فيتامينات ومعادن لازمة للصحة العامة، بينما يغنيه عن التهام كم من السعرات الحرارية لا حاجة إليها، ومن ثم فإن النصيحة الدائمة والعامل المشترك بين كافة أنواع الحمية الغذائية، هو أن يحرص الإنسان على تناول قدر من الماء قبل تناوله لوجباته بحوالي نصف ساعة، وتشير الأبحاث العلمية إلا أن اتباع ذلك الأسلوب يحقق نتائج أفضل بالنسبة لكبار السن، لكن هذا لا يعني أنه لا يحقق النتائج ذاتها بالنسبة للشباب البالغين، بل أن تناول الماء قبل الطعام فعال بالنسبة لكافة الأعمار، إنما فقط تكون معدلات حرق السعرات الحرارية أقل قليلاً مقارنة بكبار السن.
خفف الملح :
تناول أطعمة محتوية على معدلات مرتفعة من الأملاح تسبب أضرار صحية عديدة، هذا وفقاً لما أثبتته الأبحاث الغذائية التي تمت مؤخراً، وفيما يخص ريجيم الماء فإنها تؤثر بشكل سلبي على فاعليته، وذلك لأن ارتفاع نسبة الملح تدفع الجسم للاحتفاظ بالماء بداخله فتنخفض تأثيراته في عملية حرق السعرات، كما أن الطعام المملح يدفع الإنسان إلى اجتراع الماء أثناء تناول الطعام، وهذا الفعل من المُسببات الرئيسية للإصابة بعسر الهضم ومن ثم إعاقة عملية تخسيس الوزن.
محلول الخل :
عند اتباع ريجيم الماء أو استغلال الماء في الحمية الغذائية المتبوعة، فمن المتاح للإنسان إدخال بعض المتغيرات على تركيبه لزيادة فاعليته، ومن الأمور الفعالة في عملية إنقاص الوزن هو إضافة قليل خل التفاح إلى الماء، ويحذر المتخصصون من الإفراط في استعمال خل التفاح تجنباً لآثاره الجانبية، والقدر المسموح به عند استخدامه هو ملعقة صغيرة لكوب الماء الكبير، ويحظر تناول هذا المحلول على من يعاني من إصابة بقرحة المعدة، وبجانب فاعلية خل التفاح في التخلص من الدهون وإنقاص الوزن بنسبة كبيرة، فهو ذو فوائد صحية عديدة يتمتع بها الجسم عند تناول هذا القدر القليل منه، فبداية يساهم خل التفاح في تطهير الأمعاء من البكتيريا الضارة التي تعيش بداخلها، كما يعمل كمضاد لالتهابات المعدة وله دور في علاجها، وبالنسبة للتخسيس فتناول خل التفاح يساعد على انقباض عضلات المعدة، مما يؤدي إلى تصغير حجمها نسبياً فيتحقق الشعور بالشبع مع تناول كم قليل من الطعام.
مصادر أخرى للماء :
عند اتباع ريجيم الماء والاعتماد عليه كأساس لعملية إنقاص الوزن، فمن الخطأ الاعتماد على الماء في صورته السائلة فقط، وإنما يفضل هنا الاعتماد على أكثر من مصدر مُمِد بالماء، وفي سبيل ذلك يمكن اللجوء إلى تناول أنواع الفواكه المختلفة، ففواكه مثل البطيخ أو التفاح تحتوي على نسب مرتفعة جداً من السوائل الدافعة لإنجاح ريجيم الماء ،علاوة على إمدادها للجسم بالعديد من العناصر الغذائية الأساسية كالمعادن والألياف وغيرهما، هذا بجانب قدرة الفواكه على خلق الإحساس بالشبع وتقليل الحاجة إلى الأطعمة مرتفعة السعرات، من مصادر السوائل الأخرى التي يمكن اللجوء إليها لكسر الرتابة، مشروبات الأعشاب وهي مفيدة للصحة بجانب إمدادها للجسم بالكم المطلوب من السوائل، ولتعزيز فاعلية ريجيم الماء يمكن اختيار أنواع الأعشاب المعروفة بقدرتها على إنقاص الوزن مثل الزنجبيل وما يماثله.
أخطاء ريجيم الماء :
مما لا شك فيه أن الماء مفيد بشكل عام لصحة الإنسان، سواء كان يسعى وراء النحافة ويبتغي إنقاص وزنه أو لا، وفي كلا الحالتين سواء كان الإنسان يتبع ريجيم الماء أو يتناوله لسد حاجته الطبيعية منه، فيجب أن يحذر من فعل ذلك أثناء تناوله للطعام، حيث أن ذلك لا يكسب الفرد فوائد الماء المعروفة بل إنه قد يقوده إلى عدة أضرار، نتيجة لتأثيراته السلبية على عملية الهضم والتمثيل الغذائي، ومن أمثلة هذه الأضرار المحتملة لتناول الماء أثناء الطعام:
- ميوعة اللعاب : من يتابع ريجيم الماء أو أي من أنواع الريجيم الأخرى فإنه يهدف أساساً إلى تخسيس وزنه، والذي يتم تحقيقه بناء على إجرائين أساسيين، أولهما الحد من كم السعرات الحرارية التي يتناولها الإنسان، وثانيهما هضم الكم الزائد عن حاجة الجسم من هذه السعرات وإذابة الدهون، ويعد اللعاب هو أول وأهم الخطوات التي تتم خلال عملية الهضم، وذلك لأنه يساهم بفاعلية في تحطيم المواد الغذائية ويعدها للهضم داخل المعدة، كما يعد اللعاب من العوامل المساعدة على تحفيز المعدة لإفراز العصرات والإنزيمات الهاضمة للطعام، وحين يتخلل تناول الماء تناول الطعام فإنه يؤدي إلى تميُع اللعاب، مما يقلل من تأثيره ويحد من دوره في عملية الهضم.
- تركيز العصارة الهضمية : توزيع الطعام وهضمه داخل المعدة هو ما يحقق فاعلية ريجيم الماء أو أي ريجيم آخر، وذلك يتحقق بواسطة العصارات التي يتم إفرازها من خلال المعدة، ومن بينها إنزيمات تحفز انقباضات المِعدة لطحن واعتصار الطعام، إلا أن تناول الماء خلال الطعام يخفف تركيزات هذه العصارات الهضمية، مما يفقدها نسبة كبيرة من تأثيرها ويبطئ من عملية الهضم ويصعب مروره بالأمعاء.