نقص فيتامين ج هو أحد المخاطر التي قد يواجهها الإنسان، فمن المعلوم أن توفر فيتامين ج يساهم في تحسين الحالة الصحية العامة للإنسان، لكن الأبحاث أثبتت أن نقص فيتامين ج لا ينتج عنه فقط الحرمان من فوائده، بل أنه يجعل الشخص أكثر عرضة للعديد من المخاطر الصحية، فما هي العوامل التي تقود لنقص هذا النوع من الفيتامين، وما المخاطر التي قد تنتج عن انخفاض معدلاته بالجسم؟
نقص فيتامين ج .. الأسباب والمخاطر والأعراض :
ما العوامل المسببة لـ نقص فيتامين ج ؟، وما أعراض ذلك النقص ومضاعفاته المحتملة؟، ومن هم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بذلك النقص؟.. تلك الأسئلة التي كانت قبل عقود فائتة بلا إجابة، لم تعد كذلك الآن بعد أن تم تناول الأمر من خلال أكثر من دراسة علمية.
أولاً : أسباب نقص فيتامين ج :
الوقاية تغني عن العلاج كانت في الماضي حكمة وقول مأثور، أما في الحاضر فقد صارت القاعدة التي تقوم عليها الأبحاث العلمية، ومن هذا المنطلق دأب العلماء على البحث عن العوامل المسببة لـ نقص فيتامين ج ،إيماناً منهم بأن التوصل لتلك الأسباب وتجنبها، هو الحل الأمثل لاكتساب فوائد فيتامين ج وتلافي أخطار نقصه، فإلى ماذا توصلت أبحاثهم؟
سوء التغذية :
السبب المباشر والرئيسي والوحيد تقريباً لـ نقص فيتامين ج ،هو عدم اتباع نظام غذائي سليم يتميز بتنوعه وتعدد مصادره، والسر في ذلك هو أن فيتامين ج بعكس أنواع الفيتامينات الأخرى، لا يمكن للجسم أن يقوم باختزانه بداخله لفترات طويلة، أي أن كمية فيتامين ج التي يتم تناولها يستهلكها الجسم أولاً بأول، وبالتالي فأن عدم استمرارية الحصول عليه بصفة دورية، ستؤدي حتمياً إلى نقص فيتامين ج وانخفاض معدلاته في الجسم.
المشروبات الكحولية :
المسبب الآخر والأقل شيوعاً وانتشاراً لـ نقص فيتامين ج ، هو إدمان الكحول والإفراط في تناول الخمور والمشروبات الشبيهة، حيث وجد العلماء أن المواد الداخلة في تركيب هذه المشروبات، تتعارض مع فيتامين ج وتُعجِز الجسم عن الاستفادة به، مما يعني أن الإنسان مدمن الكحول، سيعاني من نقص فيتامين ج حتى وإن كان يحصل عليه بكميات مناسبة.
ثانياً : الأكثر تعرضاً لـ نقص فيتامين ج :
تمكن العلماء من تحديد فئات البشر الأكثر عرضة لـ نقص فيتامين ج ،وذلك استناداً على أن سوء التغذية هو المسبب الرئيسي لذلك النقص، وضمت قائمة المهددون بالتعرض لذلك النقص كل من:
- الدول النامية : شعوب الدولة النامية تأتي على قمة قائمة المعرضون لـ نقص فيتامين ج ،وذلك لأن نسبة كبيرة منهم من المعدومين، ولا تتوفر لهم الرعاية الصحية أو التغذية السليمة.
- الرضاعة الصناعية : لبن الأم غني بنسب مرتفعة من مختلف العناصر الهامة للطفل، وتلك العناصر تنخفض بنسبة كبيرة بألبان الرُضع الصناعية، مما يجعل الأطفال الذين يتم إرضاعهم صناعياً معرضون لنقص أكثر من عنصر غذائي، ومن بينها نقص فيتامين ج
- كبار السن : عدد غير قليل من كبار السن يعاني من نقص فيتامين ج ،ويكون ذلك بسبب انتقاص كمية الطعام التي يحصلون عليها يومياً، أو بسبب أن بعض الأنواع يحذر تناولها عليهم بسبب حالتهم الصحية.
ثالثاً : مخاطر نقص فيتامين ج :
من أخطر ما يمكن التعرض له هو نقص فيتامين ج ،وخطورته لا تكمن في النقص ذاته إنما فيما يترتب عليه، وقد قام العلماء بدراسة نقص فيتامين ج آملين التعرف على أثره، وكانت الآثار المحتملة لذلك النقص في مجملها سلبية، بل أن بعض مضاعفاته من الممكن أن توصف بالخطيرة، ومن بين مضاعفات نقص فيتامين ج ما يلي :
بطء الشفاء :
عناصر غذائية عديدة لها أثر إيجابي على التئام الجروح، من بينها عناصر الزنك وفيتامين أ والبروتين وغيرها من العناصر، لكن تلك العناصر على تنوعها واختلافها، لا شيء منها له أثر وفاعلية فيتامين ج، فقد أوضحت العديد من الأبحاث أن نقص فيتامين ج يبطيء من إتمام عملية التئام الجرح، والسر في ذلك أن هذا الفيتامين ضروري لإعادة تكوين الأنسجة الضامة، ومن ثم فأن عدم توفر أو نقص فيتامين ج عن النسبة المفترضة له، يحول عملية التئام الجروح البسيطة إلى عملية غاية في الصعوبة والعسر، وما يثبت صدق وصحة تلك المعلومة، هو أن الأطباء دوماً يوصون من خضعوا لعمليات جراحية، بتناول مُكملات فيتامين ج تحفيزاً لعملية التئام جرح الجراحة.
نقص الحديد :
تعرض الإنسان إلى نقص فيتامين ج هو أحد أخطر الأمور التي قد يواجهها، وذلك لأن نقص فيتامين ج لا يعني افتقار الإنسان لعنصر غذائي واحد، بل أن هذا النقص يقود إلى نقص عنصر آخر غاية في الأهمية، ألا وهو عنصر الحديد الذي يعد من دعمات الصحة العامة للإنسان، وبحسب ما ورد بالتقارير المنشورة بمجلة الجمعية الطبية الأمريكية، فأن فيتامين ج يعد بمثابة حلقة وصل بين الجسم وعنصر الحديد، حيث أنه هو العنصر الذي يسهل من عملية امتصاص الجسم للحديد، خاصة معدن الحديد الذي يتم استخلاصه من خلال الخضار والأغذية النباتية، وبالتالي فأن نقص فيتامين ج أو حدوث أي خلل بمعدلاته، يترتب عليه عجز الجسم عن امتصاص عنصر الحديد والاستفادة منه بالشكل المطلوب، مما يعني أن نقص فيتامين ج هو في حقيقة الأمر نقص لعنصرين بالغين الأهمية.
نزلات البرد والأنفلونزا :
معلومة شائعة حتى أنها باتت تعد من ضمن البديهيات، ألا وهي أن فيتامين ج خير وسيلة علاجية لمرض نزلات البرد والأنفلونزا، بل أن حصول الشخص على القدر اللازم له من ذلك الفيتامين، يقيه منه ويحد من احتمالات أن يتعرض له يوماً، ولأن القاعدة العلمية تقول أن الأمور بأضدادها تعرف، فيمكن القول بأن نقص فيتامين ج يجعل الإنسان أكثر عرضة لنزلات البرد، وذلك الأمر كان مجرد استنتاج بديهي لفترة طويلة، ولكن خلال القرن العشرين تم إثباته علمياً بالأدلة القاطعة، من خلال إجراء دراسة مقارنة جمعت بين مجموعتين من البشر، والنتيجة جاءت مطابقة لما كان متوقع لها، فالأشخاص الذين عانوا من نقص فيتامين ج أصابتهم نزلات برد حادة، مقارنة بمن توفر لديهم ذلك الفيتامين بنسب مرتفعة، فمنهم من لم يصبه المرض ومن أصابه كانت أعراضه طفيفة ولا تكاد تذكر.
الضعف العام :
من المخاطر المحتمل أن تترتب على نقص فيتامين ج ،هو تعرض الإنسان المصاب بالنقص لحالة من الفتور والإرهاق الدائم، تلك الحالة تنتج بصفة أساسية عن نقص فيتامين ج ،الذي يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي للإنسان وتحوله إلى فريسة سهلة للفيروسات، كما أن نقص الحديد بالجسم الناتج عن نقص فيتامين ج ،فيصبح بذلك الشعور بالخمول والفتور شبه دائم، حتى أن الإنسان يعجز عن مزاولة الأنشطة الاعتيادية البسيطة.
تراكم السموم :
نقص فيتامين ج بالجسم يقابله ارتفاع بمعدلات السموم وتراكمها، وبالأخص سُمية الرصاص، إذ وجدت الأبحاث العلمية أن فيتامين ج له قدرة فائقة، على تخليص الجسم من السموم التي يتم تراكمها بداخلة وخاصة الرصاص، ومن المعلوم أن الرصاص قد تنتج عنه مشكلات صحية عديدة، أخطرها على الإطلاق هو التأثير السلبي على النمو بالنسبة للأطفال، مما يجعل هذه المخاطر بالتبعية إحدى المخاطر المحتمل ترتبها على نقص فيتامين ج
ثالثاً : أعراض نقص فيتامين ج :
للآسف لا توجد أعراض مبكرة لـ نقص فيتامين ج ،أي أن الأعراض المصاحبة له لا تكون ملحوظة أثناء تندي معدلاته، إنما ظهورها يعني أن مستوياته قد تدنت بالفعل، ومن بين المؤشرات والأعراض الدالة على نقص فيتامين ج ما يلي :
- الشعور الدائم بحالة من الفتور والتراخي والإرهاق.
- ظهور قشور وبقع مائلة إلى الأحمر على سطح الجلد.
- انخفاض الوزن بشكل ملحوظ مع فقدان الشهية تماماً
- فقدان الأسنان وتكسرها من أعراض نقص فيتامين ج ،وحدوث ذلك العرض يعني أن النقص بلغ مرحلة خطرة.
- آلام بمختلف عضلات الجسم وكذلك المفاصل.
- نزيف اللثة من الأعراض الخطيرة لـ نقص فيتامين ج ،ويعد من بين أعراض مرض الأسقربوط الذي ينتج عن نقص هذا الفيتامين.