مخاطر المنشطات بالغة التنوع والتعدد ومتفاوتة الشدة، وقد تم إثباتها والبرهنة عليها، من خلال أكثر من فريق بحثي، وأكثر من دراسة علمية تناولت آثارها بالبحث والتحليل، والحديث عن مخاطر المنشطات على الصحة العامة للإنسان ليس من الأمرو المستحدثة، بل أن أول مؤتمر للتوعية حول مخاطر المنشطات ،كان بدولة إيطاليا وفي عام 1954م، بينما أول حالة وفاة مسجلة بسبب تناول جرعة منشطة زائدة، فيرجع تاريخها إلى عام 1882م تقريباً، حين توفى أحد اللاعبين الإنجليز أثناء منافسته بأحد سباقات الدراجات.
مخاطر المنشطات على الصحة العامة :
رغم مخاطر المنشطات وكشفها قبل سنوات عديدة، إلا أن المؤسف والمذهل، هو انتشارها في الآونة الأخيرة بين جموع الشباب، خاصة ممارسي الرياضة منهم والراغبين في تحقيق نتائج سريعة، لكن ما يجب علينا معرفته هو أن المنشطات لا تحقق تضخيم العضلات، بل إنها تحقق كوارث صحية وتلحق بالإنسان أضرار عديدة، من بينها ما يلي:
الضعف الجنسي :
من بين مخاطر المنشطات بل ويمكن اعتبارها من الآثار الأشد خطورة، هو احتمال أن يصاب متناولها بحالة من الضعف الجنسي، وقد سُجلت بعض الحالات التي أصيب فيها متناولي المنشطات، بحالة من العجز الجنسي التام، وذلك ينتج عن الاضطراب الذي يصيب الغدة النخامية، فمن المعلوم أن من مخاطر المنشطات إحداثها لاضطراب هرموني، وإذا امتد هذا الأثر إلى الغدة النخامية وإفرازاتها، فإنه يؤثر على القدرة الجنسية سواء لدى الرجال أو النساء، وإن كان الرجال يشكلون النسبة الأكبر من هذه الحالات.
العقم :
لذات الأسباب السالف ذكرها بالنقطة السابقة، تعد الإصابة بالعقم والعجز عن الإنجاب إحدى مخاطر المنشطات ،فقد سجلت بعض الحالات لرياضيين يتناولون المنشطات، ولم يصبهم عرض ظاهر يخص طبيعة القدرة الجنسية، إلا أنهم في الوقت ذاته فقدوا القدرة على الإنجاب، وحين تم البحث عن المسبب في ذلك، اكتشف العلماء أن مخاطر المنشطات وآثارها الجانبية، وبصفة خاصة أنواع المنشطات المحتوية على التستيرون، إذ أنها ذات تأثير سلبي على الحيوانات المنوية.
الجنون :
أن تبني جسمك لا يعني أبداً أن تهدم عقلك، فكل رياضي عليه أن يعلم أن من مخاطر المنشطات ،أنها تؤثر بشكل مباشر على القدرات العقلية، ويؤكد الأطباء أن بعض أنواع العقاقير المنشطة، لها تأثير يتشابه بنسبة كبيرة مع التأثير الناجم عن إدمان المخدرات، إذ أن المواد الكيميائية الداخلة في تركيبها، تؤثر على العقل وتدفع متناولها للإصابة بنوبات من الهياج، وتجعله أكثر ميلاً إلى العنف والعدوانية، ويؤكدون في السياق ذاته، أن احتمال التعرض لذلك النوع من مخاطر المنشطات ،يزداد بالنسبة لمن هم دون العشرين عاماً.
قرحة المعدة :
بالتساؤل عن العوامل والأسباب المؤدية إلى قرحة المعدة، سنجد أن بعض أنواع الأدوية مُدرج بقائمة المسببات، وبالنظر إلى قائمة الأدوية المحدثة للإصابة بقرحة المعدة، سنجد أن عقاقير وحبوب المنشطات تأتي بمركز متقدماً بها، وذلك بعد أن أكد أكثر من بحث ودراسة، إن من بين مخاطر المنشطات على اختلاف أنواعها، أنها تصيب جدار المعدة بنوع أو أكثر من الالتهابات، وفي حالة التمادي في تعاطيها لفترة أطول، فإن ذلك الالتهاب يتفاقم محدثاً الإصابة بحالة من تقرح المعدة.
الإدمان :
أنواع الإدمان بالغة التعدد، ولا تقتصر على إدمان المواد الصريحة والشائعة، مثل المواد المخدرة والكحول وما شابه ذلك، إنما تمتد لتشمل بعض أنواع الأدوية والعقاقير العلاجية أيضاً، ومن بين مخاطر المنشطات هي قابلة للإدمان، أي أن بعد فترة من الانتظام في تناول المتدرب لها، يعتاد العقل والجسم على المواد المُركب منها المُنشط، وبالتالي عملية التوقف تصبح بالغة الصعوبة، ومراحل التخلص منها تتشابه بدرجة كبيرة مع مراحل الخلاص من الإدمان.
أمراض الكلى :
الكلى من الأعضاء التي تتضرر بنسبة كبيرة من تناول المنشطات، وقد كشفت الأبحاث التي تناولت مخاطر المنشطات وآثارها، أن لها تأثير سلبي بالغ على صحة الكلى وسلامتها، وإنها تتسبب في إحداث العديد من الاضطرابات بالكلى، وتضعفها وتحد من قدرتها على أداء دورها ووظيفتها الحيوية، كما أن من مخاطر المنشطات التسبب في إحداث أحد أمراض الكلى المزمنة، ولعل اختارها هو تكوين حصوة الكلى، والتي تنتج عن ترسب بعض المواد المتخلفة من حبوب المنشطات، والتي تتجمع بداخل العضو ومع الوقت تُحدث الحصوة، واحتمال التعرض لذلك النوع من المخاطر، يزداد بالنسبة لمن يتعاطون جرعات المنشطات في هيئة أقراص أو حبوب فموية.
الهلوسة :
ذكرنا أن بعض مخاطر المنشطات وآثارها، تتشابه مع تلك الآثار التي تنتج عن تعاطي المواد المخدرة، لكن قد يُصدم البعض حين يدرك مدى التشابه بينهما، وقد قام فريق بحثي بإحدى جامعات الولايات المتحدة، بتحليل المواد التي تتركب منها العقاقير المنشطة، ودراسة مدى تأثيرها على كيمياء المخ، والنتائج أثبتت أن بعض هذه المواد تُحدِث اضطراباً عقلياً، قد ينتج عنه التعرض لنوبة من الهلوسة، يكون الشخص خلالها مصاباً بحالة كحالات السُكر أو الغياب الجزئي عن الوعي، وبالطبع تتضاعف الخطورة وتتفاقم تلك الحالة، إذا ما تمادى المتدرب في تعاطي تلك الأنواع من العقاقير المنشطة.
ارتفاع ضغط الدم :
ارتفاع ضغط الدم هو أحد أخطر الأمراض المعروفة حتى اليوم، ويُصنف ذلك المرض كأحد الأمراض المسببة للوفاة، وفي الوقت ذاته هو واحد من مخاطر المنشطات المحتملة، فتناول العقاقير أو الأقراص المنشطة، يترتب عليه حدوث تنشيط مفاجئ ومُفرط بالدورة الدموية، ونتيجة لذلك يتعرض متناول المنشطات لارتفاع ضفط الدم، الذي قد تكون الإصابة به مجرد بداية، ثم تحدث الإصابة بأمراض أخرى تمثل مضاعفات ذلك المرض، أما بالنسبة لمن يعانون في الأساس من فرط ضغط الدم، فهم يحظر عليهم تناول أقل قدر من المواد المنشطة، إذ إن الارتفاع المفاجئ لضغط الدم لديهم قد يتسبب في وفاتهم.
أمراض القلب والشرايين :
صحة القلب والشرايين تكون مهددة في حالة تعاطي المنشطات، بل إن العلماء يعدون ذلك أحد مخاطر المنشطات، وربما هو أخطرها على الإطلاق، فالمواد الكيميائية الداخلة في تركيب العقاقير المنشطة، لها تأثير على معدلات الكوليسترول في الدم، فهي تؤدي إلى ارتفاعه بقدر ملحوظ، ونتيجة لذلك تحدث إعاقة لعملية ضخ الدم إلى مختلف أعضاء وأنسجة الجسم، علاوة على أنها ترهق عضلة القلب وتسبب إضعافها، الأمر الذي يزيد من احتمالات التعرض مستقبلاً لأي من أمراض القلب.
أمراض الكبد :
الكبد شأنه شأن الكلى، هو أحد الأعضاء المهددة بـ مخاطر المنشطات وآثارها، وذلك الأثر تختلف شدته باختلاف نسبة تناول المنشطات، وكذا حجم الجرعة التي يتم تناولها، لكن الأمر المؤكد أن صحة الكبد تتضرر بسبب المنشطات، وعلى أقل تقدير تنخفض مستويات أدائه وقدرته على القيام بمهامه، أما في حالات تناول جرعات كبيرة نسبياً من المنشطات، فقد ينتج عنها نمو أورام الكبد، وهي إحدى أخطر المشكلات الصحية التي قد تصيب ذلك العضو.
خلل الجهاز العصبي :
رغم أن ذلك الأمر لم يتم حسمه بشكل نهائي، ولم يتوصل العلماء إلى أدلة قاطعة تثبت تأثير المنشطات على الجهاز العصبي، إلا أن بعض النتائج الأولية لعدد من الدراسات تشير إلى ذلك، الأمر الذي دفع الأطباء إلى إدراجه كأحد مخاطر المنشطات المحتملة، فقط كإجراء احترازي ولكونه غير مستبعد، وقد وجد العلماء أن ممارسي الرياضة ممن يتناولون جرعات منشطة، أصيبوا في مرحلة ما بحالة من اضطراب ضربات القلب وخفقانها، وأرجع العلماء ذلك إلى حدوث خلل بالجهاز العصبي للجسم، ووفقاً لتقديرهم فإن ذلك الخلل بسيط وضعيف التأثير، لكن لا يمكن الجزم بما قد يتفاقم إليه في حالة التمادي في تناول تلك المنشطات.