اتباع طريقة الجلوس الصحيحة هي سبيل الحفاظ على الصحة والحماية من الأمراض، وللآسف أغلبنا يتغاضى عن اتباع هذه القواعد البسيطة، بسبب أنه ليس لها آثر مادي ملموس، لكن يجب أن نكون على يقين بأن الأوضاع الخاطئة لها آثر بالغ، وإن كان لا يظهر غالباً إلا مع تقدم العمر، فلِمَ لا نزرع اليوم ما نود حصده غداً؟!.. خاصة وإن الأمر لا يتطلب الكثير.
فائدة طريقة الجلوس الصحيحة :
كيف تعفينا طريقة الجلوس الصحيحة من آلام العظام والعمود الفقري؟، ستتضح لنا الإجابة إذا عرفنا كيف تنشأ تلك الآلام في الأساس.. فجسد الإنسان خلق متسقاً متوازناً، ليكون وزن الجسم موزع بنسب متقاربة على هيكله العظمي المعتمد عليه، وكلما بقي الشخص محافظاً على هذا الاتزان بقي في مأمن من الآلام، ومن إصابات العظام العديدة كالتقوس والانزلاق الغضروفي وغيرها.. إذاً متى تحدث الإصابة؟، الإصابة تحدث حين يختل اتزان الجسم بسبب وضعية الحركة، وبالتالي لا تعد أجزائه تدعم بعضها بعضاً في حمل وزن الجسم، فحين تصير درجة ميل طرف أكثر من طرف آخر، أو يكون هناك انحاء زائد في أي من الاتجاهات، فإن ذلك يُركز الحمل بأكلمه على عضلات وعظام معينة دون غيرها.
طريقة الجلوس الصحيحة بوجه عام :
طريقة الجلوس الصحيحة في العموم تعتمد على استقامة الجسم، وألا يكون هناك ميل للأمام أو للأجناب، فإن الرأس في الوضع الصحيح المستقيم، تكون مرتكزة على عظام الرقبة ومدعومة بالعضلات المحيطة بها، أما إذا مالت إلى الأمام أكثر فذلك يجعل حمل الرأس بأكلمه مركزاً على العضلات الخلفية وحدها، والضرر البسيط الناتج عن ذلك هو الشعور بألم بمحيط منطقة الرقبة، لكن الخطر الحقيقي يكمن في الاعتياد على الجلوس بهذه الطريقة، فهي مع الوقت قد تتسبب في تقوس الرقبة.
استقامة وضع الجلوس لها تأثير إيجابي أيضاً على فقرات الظهر، والاعتياد على طريقة الجلوس الصحيحة يضمن صحة العمود الفقري، الذي تنتج أغلب مشاكله الصحية عن الأوضاع الخاطئة التي نتخذها، ثواء بالانحاء للأمام لفترات طويلة أو بالتقوس عكسياً للخلف.. أما من يمارسون عملاً يتطلب منهم الجلوس لفترات طويل متصلة، فالأطباء ينصحوهم بوضع وسادة صغيرة عند منطقة أسفل الظهر، وذلك بهدف الحفاظ على وضعية الانحاء الطبيعي لأسفل الظهر (الفقرات القطنية)، ويُفضل وضع مسنداً خشبياًَ لاعتماد القدمين عليه عند الجلوس، بحيث تصبح الركبتين في مستوى أعلى عظام الحوض.
طريقة الجلوس الصحيحة أمام الكمبيوتر :
إذا قمنا بعمل رسم بياني يوضح أطول الأوقات التي نقضيها خلال اليوم في قضاء الأنشطة المختلفة، فإن الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر سيحصد المركز الأول دون منازع.. أيا كان العمر أو الجنس أو المهنة فلابد للشخص أن يستخدم الكمبيوتر، وهذا ما دفع الأطباء إلى وضع قوانين خاصة به، توضح طريقة الجلوس الصحيحة أمامه اتقاءً للإصابات.
وأول الوصايا الطبية هي جعل مستوى البصر في اتجاه النقطة العليا للشاشة، وهذا كي يمكن كشفها بالكامل من خلال حركة بؤبؤ العين، دون الحاجة إلى إدارة الرأس أو تغيير وضع الرقبة، التي يجب أن تكون متخذة وضع الاستقامة، لتكون الرأس مرتكزة على عظامها ويكون وزنها موزع على العضلات.
سلامة المفاصل من الأمور التي يجب أن تؤخذ في الحسبان عند استخدام الكمبيوتر، و طريقة الجلوس الصحيحة تفرض إسناد المرفق إلى مسند الكرسي، بحيث يصنع مرفق الكوع زاوية قائمة 90 درجة، مع الحرص على إبقاء لوحة المفاتيح والفأرة على بعد مناسب، لا يرهق مفصلي الرسغ والكف.
خطورة وضع ساق فوق الأخرى :
وضعية الجلوس مع وضع إحدى الساقين فوق الأخرى، هي وضعية منتشرة اعتاد عليها الكثيرون، لكن الحقيقة المؤسفة أن هذا الوضع يؤثر على حركة سريان الدم، حيث أنه يزيد الضغط على الأوردة فيُبطئ من سرعة تدفق الدم، ومع تقدم العمر قد يكون هذا الوضع سبباً في ظهور مرض دوالي القدمين، والذي يضطر البعض إلى إجراء عملية جراحية لعلاج الحالات المتقدمة منه.