الرئيسية - صحة الطفل - 10 خطوات للتعامل النفسي مع سكري الأطفال
10 خطوات للتعامل النفسي مع سكري الأطفال
10 خطوات للتعامل النفسي مع سكري الأطفال

10 خطوات للتعامل النفسي مع سكري الأطفال

سكري الأطفال أو سكري النمط 1 هو داء مزمن انتشر في الآونة الأخيرة، ومن المؤكد أنه من أكثر الأمور التي تزعج أي أسرة، ليس فقط لخطورة سكري الأطفال على الصحة البدنية، إنما لأن شعور الطفل بعجزه عن القيام بما يقوم به أقرانه، يؤثر بالسلب على صحته النفسية ويدفعه للانزواء والاكتئاب، وإن كان العلم لم يتوصل لعلاج نهائي لداء السكري، فقد توصل علماء النفس لمجموعة إجراءات قد تساعد في تحسين حالة الطفل النفسية.

التعامل مع سكري الأطفال :

الطفل بطبيعة الحال يحتاج دوماً لرعاية صحية خاصة، وحين يصاب بمرض تتضاعف حاجته إلى هذه الرعاية، لكن حين يكون المرض مزمن ولا شفاء معروف له كمرض سكري الأطفال ،فهنا تكون حاجته إلى الرعاية النفسية لا تقل أهمية عن الرعاية الجسمانية، والخبراء يؤكدون على ضرورة التوجه بالطفل إلى الطبيب النفسي، ليعاونه على تقبل الحقيقة والتعايش معها كواقع فرض نفسه، لكن أيضاً الجزء الأكبر يقع على عاتق الأسرة، ولذلك على أفرادها الحذر من بعض الإجراءات التي قد تعيق عملية التأهيل النفسي، وفي الوقت ذاته عليهم اتباع إجراءات أخرى من شأنها الإسراع بالنتائج.

 1- تقبل الفكرة :

سكري الأطفال هو صدمة ليست بالهينة على أي من الآباء، ولهذا فإن هذه النصيحة الهامة موجهة إليهم، فقبل التعرف على كيفية التعامل مع الطفل المريض بالسكري، يجب أن يقوم الأب والأم باستيعاب الأمر والتغلب على صدمتهما، وأن يعلما بأنهما أمام موقف ليس ساراً لكنه واقع وعليهما التعامل معه، وذلك كي لا تنعكس الحالة النفسية السلبية لهما على الطفل، وليتمكنا من مساعدته وإعانته على تخطي مرضه.

 2- تناسي الأمر :

إصابة أحد الابناء بمرض سكري الأطفال هو أمر لا يمكن أن يُنسى، لكن يجب أن يتم تناسيه أو بمعنى ادق ادعاء ذلك أمام الطفل، والانتباه إلى عدم تكرار ذكره في سياق حوارهما معه، وعدم تذكيره به باستمرار وفي كل مناسبة، فلا تجعله حجة منعه عن بعض الأمور أو الأشياء التي تحبها، فأكبر خطأ يمكن أن تقع فيه الأم مثلاً، هو أن تخبر الطفل بعدم إمكانية تناول الحلويات الجاهزة بسبب أنه مريض بسكري الأطفال ،ففي هذه الحالة هي لا تحافظ على صحته وتحميه من المضاعفات، بل إنها تضيف إلى مرضه العضوي مرض آخر نفسي أشد قسوة.

 3- أطباق الطعام المنفردة :

مرض سكري الأطفال يتطلب عناية واهتمام من كافة أفراد الأسرة، وعليهم التكاتف حفاظاً على معنويات الطفل المصاب مرتفعة، ومن هذه الإجراءات التي يغفلها الكثيرون هو نظام تناول الطعام، فالأفضل وقت اجتماع الأسرة عدم تقديم الأطعمة في إناء واحد، بل أن يتم تقديم وجبة كل فرد من الأفراد في طبق منفصل عن الآخرين، وذلك لعدم إشعار المصاب بـ سكري الأطفال بأن مرضه يفرض عليه أنماط غذائية معينة، كاستشعاره بقلة حصته من الطعام مقارنة بأخوته، أو لأن طعامه أقل احتواءً على الدهون والزيوت وما شابه ذلك.

 4- مصارحة الطفل :

ذكرنا بإن الإلحاح وتذكير مريض سكري الأطفال بمرضه من السلوكيات الخاطئة، لكن المصارحة تختلف اختلافاً جذرياً عن الإلحاح والتكرار، والإقدام على هذا الأمر يتوقف على عمر مريض سكري الأطفال ،وكذا يتحدد وفقاً لطبيعته الشخصية المعلومة بالنسبة للأم، ولكن هذا يجب أن يتم بهدوء وروية وبعد تمهيد مناسب، كي لا يشكل الأمر صدمة مفجعة بالنسبة للطفل، ويجب إخباره بطبيعة مرض سكري الأطفال وكيفية التعامل معه، بالقدر والأسلوب الذي يمكن لمن في سنه أن يستوعبه ويتفهمه، وإذا نجح هذا الأمر فإنه سيسهل من مهمة الآباء في مساعدة الطفل على التأقلم مع وضعه.

5- إبلاغ المدرسة :

دور المدرسة دائماً ما يكون مكملاً لدور المنزل، لهذا يجب على الأم التواصل مع معلمي الطفل بالمدرسة، وشرح الوضع لهم وإبلاغهم بما أوصى به الطبيب، فالطفل حين يدرك إصابته بمرض سكري الأطفال ،لابد وإن نفسيته ستتأثر ولو لفترة معينة، وهذا سينعكس على قدراته العقلية ودرجة استيعابه للدروس، وتفهم المعلمين لحالته سيجعلهم يساعدوه بشكل أفضل على تخطي الأمر، وأيضاً سيعفي الطفل من التعنيف أو العقاب الذي قد يزيد حالته النفسية تدهوراً.

 6- الأنشطة :

من الأمور الواجب مراعاتها خلال عملية التأهيل النفسي لمصاب سكري الأطفال ،إدماجه في نشاط معين يلهيه عن التفكير في المرض، خاصة خلال الفترات الأولى من اكتشاف الإصابة، إذا كان الطفل يملك موهبة معينة فعلى الآباء تشجيعه على ممارستها، ومشاركته إياها وإشعاره بأنه متميز بها وعليه تنميتها.. يمكن أيضاً تشجيعه على ممارسة الرياضة إن كان من هواتها، ولكن في هذه الحالة يجب استشارة الطبيب أولاً للتأكد من أنها مناسبة لحالته الصحية، فذلك سيزيد من ثقته بنفسه وسيشعره بإنه لايزال قادر على الإنجاز.

 7- لا تعاقبه :

الطفل لن يكون مطيعاً 100% حتى مع معرفته بحقيقة مرضه، هذا أمر مسلم به في عالم الأطفال الخارج عن الأمور المفروضة دائماً، ولهذا فعلى الآباء أن يتوقعا أي شيء ويكونا مستعدان للتعامل معه، فقد تتفاجئ الأم بأن ابنها المصاب بـ سكري الأطفال قد اشترى حلوى دون علمها، أو إنه تقاسمها مع صديق له في المدرسة.. أغلب الآباء في هذه الحالة ينتابهم الفزع، وبالتالي يندفعون ويصرخون في وجه الطفل بدافع حرصهم على صحته، لكن ذلك السلوك لن يحقق سوى نتيجة معاكسة، فالطفل بطبيعته المتمردة ورغبته في الممنوع سيصر على تناول هذه الأشياء، وفي ذات الوقت سيخلق هذا بداخله شعوراً بالقهر والنقص، ولهذا فيجب أن تتم معالجة هذه الأمور بهدوء وبنقاش عقلاني، ينتهي بتشجيعه على حمل المسئولية وإخباره بثقتهم فيه.

 8- التنفير من الممنوع :

لا يمكن مراقبة مريض سكري الأطفال طوال فترة 24 ساعة، ولهذا فبدلاً من أن يمنعه الآباء من الأطعمة الضارة بحالته، عليهم أن يجعلوا قرار الامتناع يصدر من الطفل نفسه، ويتم ذلك من خلال التوعية بأضرار الحلويات الجاهزة على الصحة، ولكن لا يجب إخباره بذلك مباشرة وإلا فهم أنها محاولة لمنعه بسبب المرض، ويمكن التحايل على ذلك بعدة أشكال كتضمين المعلومة لأي كلام مرسل، أو إذا وجدت بالتلفاز تقرير طبي عن مخاطر مكسبات اللون والطعم دعه يشاهده، وبذلك سيكون لديه حافز آخر للامتناع عن هذه الأطعمة غير مرضه.

 9- تنظيم العشوائية :

هو مريض بـ سكري الأطفال لكنه أولاً وأخيراً طفل، لا يمكن أن يستمر في حياة تسير في خط مستقيم، فمن هم في مثل سنه عادة تتسم حياتهم بكثير من العشوائية، فإذا احرز نتائج جيدة بالامتحانات أصحبه إلى أحد المطاعم، وده يتناول وجبة لذيذة يحبها دون إفراط، فهذه الوجبة الشهرية لن تؤثر سلباً على حالته الصحية، لكنها سيكون لها تأثيرات إيجابية عديدة على حالته النفسية، كذلك يمكن من وقت لآخر تقديم له الحلويات منخفضة السعرات الحرارية، ويمكن إعداد الأم لبعض الكعكعات بالمنزل لتحرص على تخفيض السعرات بمكوناتها.

 10- إبلاغ المقربين :

لا يوجد تفسير عقلاني منطقي للخجل من المرض، فالطفل لم يرتكب جريمة حين أصيب بـ سكري الأطفال ،لذلك على الآباء إخبار المقربين بمحيط العائلة بحقيقة مرضه، وهذا تجنباً لاحتمال تقديم أحد أفرادها أطعمة لا تناسبه خلال الزيارات، مع تنبيه الطفل إلى عدم قبول الأطعمة التي يعرضها عليه غير المقربين، باعتبار ذلك سلوك غير لائق.

عن محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

شاهد أيضاً

قلب الطفل .. ما تأثير الغذاء وعادات الأم عليه ؟

قلب الطفل .. ما تأثير الغذاء وعادات الأم عليه ؟

العناية بـ قلب الطفل ليس أمراً اختيارياً ويبدأ مبكراً جداً، فهو يبدأ مع بداية الحمل.. فما النصائح التي يقدمها الأطباء كي ينمو قلب الطفل بشكل صحي وسليم