ألعاب الأطفال ليست مجرد وسائل للتسلية، يقتصر دورها على إلهاء الطفل وكفه عن البكاء، بل أن ألعاب الأطفال من العوامل الأساسية التي تساهم في عمليات النمو، ولذلك لا يجب أن يكون اختيارها عشوائياً، إنما يجب انتقاء الألعاب التي تتماشى مع المرحلة العمرية للطفل..
ألعاب الأطفال والمراحل العمرية :
تأثير ألعاب الأطفال يختلف باختلاف نوع اللعبة والفئة العمرية للطفل، فكل مرحلة عمرية لها أنواع محددة من الألعاب تتناسب معها، وتساهم في تنمية قدرات الطفل البدنية والعقلية خلالها.
أولاً : ألعاب الأطفال خلال الشهور الأربعة الأولى :
الاهتمام باقتناء ألعاب الطفل يبدأ فور مولده، وذلك لأن عملية البناء العقلي والبدني تبدأ في ذات التوقيت، وتعد ألعاب الأطفال من الوسائل المساعدة في عملية النمو، وخلال تلك المرحلة يمكن الاستعانة بالآتي:
الألعاب الملونة والمتحركة :
الطفل في المراحل الأولية للنمو، وعلى وجه الدقة الشهور الأربعة الأولى بعد عملية الولادة، يكون مفتقداً للقدرة على فهم آليات اللهو واللعب، ولكنه يعتمد اعتماد كلي على حاستي البصر والسمع، ولذلك لا داعي لحشو حجرته بكم هائل من الدببة المحشوة والعرائس، فهناك نوعيات أخرى من ألعاب الأطفال تكون مناسبة أكثر، وتحقق له فائدة خلال هذه المرحلة العمرية، التي تكون حركته خلالها مقتصرة عل الاستلقاء على الظهر.. لذلك ينصح أطباء الأطفال وخبراء التنمية البشرية، باقتناء ألعاب الأطفال من الطراز الذي يوصف بأنه ألعاب سريرية، أي تلك التي يتم تعليقها بالأجزاء البارزة من أسرة الأطفال، على أن تكون هذه الألعاب ذات ألوان زاهية مبهجة، كي تجذب نظر الطفل إليها، فإن ذلك يلعب دور كبير في تحفيز العصب البصري لديه، كما أنه يساهم في تحفيز وتنشيط القدرات العقلية لدى الطفل، إذ أن انجذابه إليها يساهم في الارتقاء بقدراته على التركيز.
الألعاب الموسيقية :
ألعاب الأطفال التي تصدر أنغاماً موسيقية هادئة، ينصح باقتناء بعض منها خلال ذات المرحلة، أي مرحلة الشهور الأولى بعد ولادة الطفل، فهذه الألعاب تكون بمثابة تحفيز للحس السمعي لديه، واستخدامها يعتبر تدريباً على الانتباه السمعي، كما أنها أيضاً ترتقي بالقدرات العقلية لدى الطفل، إذ أنها تدفعه للتركيز على مصدر الصوت والتلفت بحثاً عنه، والأفضل هو البحث عن ألعاب الأطفال التي تجمع بين الميزتين، أي الألوان المبهجة الجاذبة للنظر والأصوات الجاذبة للسمع.. كما أن الموسيقى لها تأثير نفسي بالغ لا يجب إغفاله، حتى أن مؤيدو الطب البديل اليوم يعدونها من ضمن الوسائل العلاجية، وخصصوا لها فرعاً طبياً خاصاً بها اسموه العلاج بالموسيقى، ولهذا فإن موسيقى ألعاب الأطفال التي عادة ما تكون هادئة، تساهم في دخول الطفل في حالة من الاسترخاء والسكون، تهيئه للدخول في حالة من النوم المستقر والعميق، والذي يعد من أهم العوامل التي تساهم في النمو العقلي والبدني بشكل سليم.
ثانياً : ألعاب الأطفال ما بعد الشهر الرابع :
نمط ألعاب الأطفال بعد تجاوزه عمر الأربعة أشهر، لا يختلف تقريباً عن النمط المستخدم قبل ذلك، إنما الاختلاف الحقيق يكمن في أثر الألعاب، والهدف المراد تحقيقه من خلال توفيرها للطفل.
الألعاب السريرية :
ألعاب الأطفال السريرية، أو ذلك النوع الذي يمكن أن يُعلق ببروز الفراش، كما ذكر سابقاً فإنه يحفز القدرات العقلية ويثير الانتباه، وإن كانت تتوفر به إمكانية إصدار الأصوات، فإنه بذلك يحفز حاسة السمع ويدفع للاسترخاء، وتلك الفوائد العائدة من هذا النوع من ألعاب الأطفال ،تستمر في التحقق بالنسبة للطفل حتى بعد بلوغه عمر أربعة أشهر، وتضاف إليها فائدة جديدة، ألا وهي نمو العضلات وتنمية القدرة الحركية، فخلال هذه المرحلة يكتسب الطفل القدرة على الحركة شيئاً فشيئاً، ومن ثم فإنه يحتاج إلى وجود ما يثير انتباهه في محيطه، كي يسعى إلى التحرك إليه وبلوغه، ومن ثم يعد ذلك بمثابة تمارين رياضية لعضلاته، تساهم في نموها وتقويتها وتدفع الطفل لاعتياد الحركة، وتعد ألعاب الأطفال خير محفز، خاصة إذا توفرت بها بعض المزايا التي تزيدها جذباً، مثل أن تكون تلك الألعاب مصدرة للأصوات، أو أن تكون مزودة بخاصية الضوء والوميض، مع مراعاة ألا يكون ضوء ألعاب الأطفال شديد السطوع، كي لا تتأذى العين نتيجة الاقتراب منها.
ثالثاً : ألعاب الأطفال خلال مرحلة التسنين :
الشاغل الأهم بالنسبة للأم عند بلوغ طفلها لهذه المرحلة، هو عملية التسنين أي بزوغ أسنان الطفل الأولى، وهي مرحلة تحتاج إلى متابعة مستمرة وعناية خاصة، ولكن ألعاب الأطفال يمكن أن تستغل في التخفيف من أعراضها السلبية.
العضاضات الرخوة :
خلال المراحل الأولى لبزوغ الأسنان اللبنية، أو ما يعرف بالمسمى الدارج تسنين الأطفال، يشعر الطفل بشيء من الانزعاج، يتفاوت في شدته بين طفل وآخر، فمنهم من يشعر بإحساس يشبه الحَكة باللثة، ومنهم يشعر بالألم أو بالوخذ بنفس المنطقة، وفي كلا الحالتين تكون لديه رغبة في عض شيء ما، إذ أن ذلك السلوك يحد من تلك الأعراض، ومن ثم تكون حلقات العض أو العضاضات، هي أفضل ألعاب الأطفال التي يمكن توفيرها له في تلك الفترة.
يمكن أيضاً خلال تلك الفترة جعل ألعاب الأطفال وسيلة علاجية في ذات الوقت، وذلك من خلال استخدام العضاضة العلاجية، والتي انتشرت مؤخراً بالصيدليات وبأسعار مناسبة، وهي نوع من ألعاب الأطفال المُعدة للعض، إلا إنها تحتوي بداخلها على سائل ما، ويتم حفظها بالثلاجة لدقائق كفاية لخفض درجة حرارة هذا السائل، ومن ثم عند عض الطفل عليه، يعمل ذلك السائل البارد على تسكين آلام اللثة.
رابعاً : ألعاب الأطفال ومرحلة الحبو :
محاولات الحبو الأولى بالنسبة للطفل، هي إعلان عن بلوغه مرحلة متقدمة من النمو العضلي والحركي، وخلالها يجب على الأم مساعدة طفلها في القيام بالأمر، وتشجيعه على تكرار محاولات الحبو، وتعد ألعاب الأطفال من الوسائل التي يمكن بواسطتها تحفيزه ليستمر في المحاولة.
الكرة المطاطية :
من ألعاب الأطفال الفعالة في تنمية القدرات الحركية لدى الطفل، وبصفة خاصة تنمية القدرة على الحبو على الأطراف، هي الكرة المطاطية، إذ أنها دائمة الحركة، وسعي الطفل الدائم للوصول إليها يدفعه إلى محاولة الحبو باستمرار، خاصة إذا كانت الكرة تتميز بخصائص ملفتة للانتباه، مثل الحرص على انتقاء اللعبة ذات الألوان الزاهية المحببة إلى الطفل.
الألعاب المتحركة :
ألعاب الأطفال المتحركة على أختلاف أنواعها وأشكالها، تؤدي ذات الدور الذي تقوم به الكرة، ومن ثم ينتج عنها ذات الأثر، ويمكن الاستعانة بألعاب مثل السيارات أو الدمي المتحركة، في عملية تحفيز الطفل وتشجيعه على التمادي في محاولات الحبو.
خامساً : ألعاب الأطفال بعد الستة أشهر :
دور ألعاب الأطفال يتطور بشكل دائم، ولكنه لا ينتهي ولا يتوقف، دليل ذلك ضرورة تغيير نمط ألعاب الأطفال بعد عمر ستة أشهر، وذلك كي يتناسب مع الأهداف المراد تحقيقها، والمهارات المراد أن يتم إكسابها للطفل.
المكعبات :
قدرات الطفل الحسية والإدراكية تتطور بشكل كبير خلال تلك المرحلة، وعليه يجب توفير مجموعة من ألعاب الأطفال ،التي تشكل عاملاً مساعداً، يساهم في التنيمة والارتقاء بتلك القدرات، وأفضل نوع من ألعاب الأطفال يمكنه تحقيق ذلك، هو لعبة مكعبات التركيب، فمن خلالها يكتسب الطفل القدرة على التمييز بين الألوان، وكذلك يتعرف على الأحجام المختلفة ويُفرق بينهم، كما إن المكعبات من ألعاب الأطفال المقوية للعضلات والأعصاب، وتزيد من قدرة الطفل على التحكم بالأجسام، علاوة على أن هذا النوع من ألعاب الأطفال ينمي القدرات العقلية أيضاً، إذ أن عمليات الحل والتركيب والتجميع والترتيب، كلها أمور تتيحها لعبة المكعبات، وجميعها أيضاً عوامل ترتقي بملكة الخيال والقدرة على الإبداع لدى الطفل.