” وجبة سحور صحية ” هو مصطلح لا يصف نوع وجبة غذائية، بقدر ما يصف أمل لدى الكثير ويفشل الغالبية في تحقيقه، إلا أن مجموعة المعلومات الواردة بالفقرات التالية، قد تحقق آمالك في الحصول على وجبة سحور صحية هذا العام، وذلك إذا اتبعت النصائح التي يقدمها خبراء التغذية في هذا الصدد، والتي تتعلق بوجبة السحور وتصحيح بعض المعتقدات الخاطئة بشأنها، ورغم إنها إجراءات غاية في البساطة، وتنفيذها لا يتكلف جهداً أو مالاً، إلا أنها لها عظيم التأثير، والحرص عليها يضمن الحصول على وجبة سحور صحية ،تمنح الطاقة والحيوية في ساعات الصيام، وتحد من احتمالات التعرض إلى العطش في رمضان أو الجوع.
كيف تحصل على وجبة سحور صحية ؟
الحصول على وجبة سحو صحية ،وقضاء فترات الصيام دون معاناة مع الجوع والعطش، هي أمور كان يعتقد البعض إنها من الأمور المستحيلة، ولكن خبراء التغذية كان له رأياً آخر، وهو أن ما نخاله مستحيلاً قابل للتحقيق، بل إن تحقيقه في غاية البساطة ولا يتطلب إلا اتباع مجموعة إجراءات، فما هي تلك الإجراءات وما النصائح التي قدموها؟
1- تجنب الصوديوم (الملح) :
كي تحصل على وجبة سحور صحية تمنحك النشاط خلال الصيام، وفي ذات الوقت تمنع عنك الجوع والعطش في رمضان، فأولى الخطوات الواجب عليك اتخاذها، هو اختيار أنواع الأطعمة الخالية من مادة الصوديوم أى ملح الطعام، وذلك لأن من المعروف أن زيادة معدل الأملاح بالجسم، تجعل الإنسان في حاجة إلى تناول المزيد من المياه، وبالتالي فإن تناولها سيجعل الصيام شاق جداً، لذا فأنواع أطعمة مثل المخللات والبطاطس المملحة وما شابههم من الأمور المحظورة، الأمر نفسه ينطبق على الشطائر الجاهزة وأطعمة اللحوم، مثل كبدة الذبائح والمشويات وما يماثلها من أطعمة.. وبجانب العطش فإن ملح الطعام يسبب ارتفاع ضغط الدم المفاجيء، الأمر الذي قد يصيب الصائم بالعديد من الاضطرابات خلال صيامه، مثال لذلك التعرض للإصابة بأحد أنواع الصداع، أو الشعور بحالة من الفتور والضعف خلال فترة النهار.
2- الليمون بديلاً للملح :
بعد تحذيرنا من تناول الصوديوم أو الملح، وذلك لتأكيد خبراء التغذية على أنه يتنافى مع هدفنا، وهو تناول وجبة سحور صحية ومناسبة للصيام، فلعل السؤال الذي يفرض نفسه هو ما البديل؟، فمن المعروف أن الملح أحد العناصر الأساسية لأغلب الوجبات، وأنه المسئول الأول عن معادلة الطعم وتحسين المذاق، وقد أوجد خبراء التغذية الحل لتلك المعضلة، وهو استبدال الملح بعصارة الليمون للحصول على وجبة سحور صحية، فالليمون له تأثير يشابه تأثير الملح بنسبة كبيرة، فالأشخاص الذين يعتمدون على الفول كالطبق الرئيسي على مائدة السحور، يمكنهم إضافة قليل من عصارة الليمون إليه ولن يشعروا بأي فرق، كذلك يمكن استخدام الليمون لتحسين مذاق سلطة الخضروات، أما عن الجبن على اختلاف أنواعه، فيُفضل أن يكون قليل الملح أو خالياً منه.
3- امضع الطعام جيداً :
كم مرة أصابتك التخمة بعد تناول وجبة السحور؟، وكم مرة شعرت بضيق في عملية التنفس وتقلص بالأمعاء؟.. كل ذلك سببه بعض العادات الرمضانية الخاطئة المتعلقة بالغذاء، ومن أفدح تلك العادات هو الإسراف في تناول الطعام وخاصة بوجبة السحور، أو الإسراع في تناوله دون مضغه جيداً، خشية أن يحين وقت الإمساك -أذان الفجر- قبل أن يفرغ الإنسان من طعامه، لكن كل تلك الأمور تتنافي مع الحصول على وجبة سحور صحية ،ويؤكد خبراء التغذية على أن كثرة الطعام لا تقود إلى الشبع، بل إنها تقود إلى التخمة والعديد من المشكلات الصحية، وأن من يريد الحصول على وجبة سحور صحية ،فإن عليه تناول قدر طبيعي من الطعام يتناسب مع قدرته واحتياجه، مع الحرص على التآني في ابتلاع الطعام، ومضغ الطعام بشكل جيد وبدون تسرُّع، فمن المعلوم أن المضغ يعد بمثابة المرحلة الأولى لعملية الهضم، فالمضع يجعل الطعام أكثر قابلية للاعتصار والهضم داخل المعدة، بجانب أنه يحقق المزيد من الشعور بالشبع ويسهل من امتصاص الجسم للعناصر الغذائية، واختصاراً فإن وجبة السحور الصحية لا يكفي أن تكون متنوعة ومناسبة، إنما كي يتحقق الهدف المرجو منها يجب أن يتم تناولها أيضاً بشكل سليم.
4- تأخير موعد وجبة السحور :
وجبة سحور صحية هو مصطلح لا يُقصد به فقط أنواع الطعام، وإنما يقصد به تحقيق الغاية المراد تحقيقها من الالتزام بتناول تلك الوجبة، وهو الوقاية من التعرض إلى العطش في رمضان وكذلك الجوع، بجانب إمداد عضلات الجسم والأعضاء الداخلية بالعناصر الغذائية، بالقدر الكافي لتزويدها بالطاقة اللازمة لها لمزاولة أنشطتها اليومية، وبناء على ذلك فكي تكون وجبة السحور صحية ،فلا يجب إغفال إن توقيت تناولها من العوامل المحددة لمدى صحيتها، وإن تبكيرها يعني الإقلال من مفعولها والحد من تأثيرها، الذي بالطبع سيصبح من العسير أن يمتد لكل تلك الفترة، لذا فإن التوقيت المثالي لتناول وجبة سحور صحية ،هو أن يكون ذلك قبل أذان الفجر -أي وقت الإمساك- بفترة قصيرة، وإلا سيستنزف الصائم القدر المختزن من الماء والطعام بداخله سريعاً، وبالتالي ستنخفض مستويات طاقته ونشاطه، ويصيبه الفتور والوهن خلال فترات الصيام النهارية.
5- تناول قدر مناسب من الماء :
قد تكون وجبة السحور صحية لكن هناك أموراً تفسدها، من بين تلك الأمور الكفيلة بإفساد سحورك، هو أن تختتمه أو تبتدأه بتناول الماء بكميات كبيرة، كثيرون هم من يفعلون ذلك، بسبب الاعتقاد الخاطيء بأن كثرة الماء تحمي من العطش في رمضان، لكن الحقيقة أن ذلك الأمر يأتي بنتيجة عكسية، فبداية كل ذلك الماء الذي تجرعته وأرهقت الأمعاء به، لن يستفيد به الجسم في شيء، فهو في النهاية مجرد حمل زائد عليه، وبالتالي فإن الكلى خلال سويعات قليلة بعد الانتهاء من السحور، ستعمل على طرد ذلك الماء الزائد عن الحاجة إلى خارج الجسم، أما الأمل في الحصول على وجبة سحور صحية فسيكون قد تدمر تماماً، وذلك لأن الماء سيشكل ضغطاً هائلاً على الأمعاء، وسيصيب الإنسان بحالة مع عسر الهضم وتقلصات المعدة.
6- تناول الماء كل ساعة :
وجبة السحور الصحية يبدأ الإعداد لها منذ تناول الإفطار، كيف ولماذا؟!.. بالنسبة للشق الخاصة بـ”كيف” فإن ذلك يكون بتناول الماء باستمرار، أي منذ الإفطار وحتى السحور من المفترض أن يتم تناول الماء بمعدل كوب كل ساعة، أما عن “لماذا” فلإن ذلك يضمن إمداد الجسم بما يحتاجه من سوائل، وإن ذلك يجعل الجسم يختزن الماء لفترات أطول دون أن يرهق المعدة، ويساهم في الحد من الشعور بالعطش خلال النهار، بينما قصر تناول الماء على وجبتي السحور والإفطار وحدهم، فإن ذلك سيشكل عبئاً على المعِدة ويستبب في إرهاقها، بجانب أنه سيعد ماء زائد عن حاجة الجسم، وبالتالي فإن الجسم سيلفظه ويتخلص منه خلال وقت قصير.
7- تجنب مشروبات الكافيين :
مشروبات الكافيين تفقد تأثير تناول وجبة سحور صحية ،وذلك لأن مادة الكافيين من المواد المدرة للبول، ومن ثم فإن تناولها سيؤدي لفقدان الماء المختزن بالجسم في زمن قياسي، لذا هواة الشاي والقهوة والمشروبات المشابهة أمامهم خياران، أولهما هو تناول تلك المشروبات بعد تناول الإفطار مباشرة، أو على الأقل تناولها قبل موعد السحور ببضعة ساعات، وذلك لتجنب التعرض لتأثيرها السلبي المتمثل في استنزاف السوائل، وتجدر الإشارة هنا إلى أن المياه الغازية لها تأثير مماثل للشاي والقهوة، ولهذا ينصح الامتناع التام عن تناولها خلال شهر رمضان.