قشر البرتقال حين نجمعه داخل سلة المهملات فأننا نجمع بداخلها فوائد صحية عديدة، فلو علمنا خصائص وفوائد قشر البرتقال لحرصنا عليه قبل حرصنا على الثمرة ذاتها، ودليل ذلك هو أن هذا القشر يُستخدم لإضافة نكهة البرتقال إلى المخبوزات، وذلك لاحتوائه على نسب مرتفعة من الزيوت الطيارة الحاملة لرائحة ومذاق البرتقال، بجانب العديد من العناصر الضرورية الأخرى، التي ساهمت في رفع قيمة قشر البرتقال الغذائية.
فوائد قشر البرتقال الصحية :
عرفت الحضارات القديمة القيمة الغذائية لمختلف أنواع الفواكه، ومن ثم استخدموا بعضها في أغراض طبية وعلاجية، ولما أثبتته هذه الثمار من كفاءة انجذب الانتباه إلى قشورها، لتبين إن كانت تمتلك ذات الخصائص التي تمتلكها الثمرة، والأبحاث المتتالية أثبتت فوائد القشر لا تقل عن فوائد الثمار، وعلى رأس قشور الفواكه ذات الفوائد المتعددة جاء قشر البرتقال ،إذ وجد الباحثون أن تناوله له تأثيرات إيجابية عديدة على الصحة تتمثل في الآتي:
1- مفيد للجهاز الهضمي :
ينصح بـ قشر البرتقال كل من يعاني اضطرابات وظائف الجهاز الهضمي، وذلك لأنه القشر يحتوي على نسبة عالية من الزيوت الطيارة المسماه زيت البرتقال، وهذا الزيت يحتوي على مادة الليمونين الفعالة في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي، إذ تعمل هذه المادة على طرد الغازات من الجسم وعلاج حالات الإمساك، ومن ثم تساعد في تنظيم أداء الجهاز الهضمي، كما أن لها دور وقائي يتمثل في قتل البكتيريا الضارة التي تتنامى بالأمعاء، ويكفي هنا القول بأن بعض الأدوية المعالجة لعسر الهضم تعتمد في تركيبها على مواد مستخلصة من قشر البرتقال
2- واقي من السرطان :
تم إدراج قشر البرتقال ضمن العوامل التي تعيق الإصابة بالسرطان، وقد تم ذلك استناداً على نتائج الدراسات التي جرت بإحدى الجامعات الأمريكية، والتي جاءت نتيجتها مؤكدة على أن قشر البرتقال يحتوي على مادة الفلافونويدات ومضادات الأكسدة، وبالتالي فأنها تحارب الجذور الحرة بالجسم وكذلك تمنع عمليتي نمو وانقسام الخلايا السرطانية، وخصت الدراسة بالذكر سرطان الخلايا الحرشفية وأكدت فاعلية قشر البرتقال في التصدي له، ومن خلال دراسة مقارنة أخرى وُجِد أن الأشخاص المنتظمون في تناول قشر البرتقال ،كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطانات الرئة والجلد من أولئك الذين يتناولوا ثماره فقط.
3- مانع لحساسية الأسنان :
قشر البرتقال له فوائد عديدة بالنسبة لصحة الأسنان، أهمها أنه يحافظ على قوتها وعلى سلامة طبقة المينا ويمنع إصابة الأسنان بالحساسية، على الجانب الآخر تعد هذه القشور مبيضاً طبيعياً للأسنان وآمن الاستخدام، ويمكن أن يتم ذلك عن طريق هرس قشر البرتقال حتى يصبح قوامه أشبه بمعجون تنظيف الأسنان العادي، أو أن يتم من خلال دعك الأسنان بالبطانة الداخلية لقطع القشر مباشرة، وفي كلا الحالتين ستنعم بأسنان ناصعة وحماية ضد الحساسية.
4- مفيد للبشرة :
خبراء التجميل ينصحون باستخدام قشر البرتقال موضعياً للحصول على بشرة نضرة ومتوهجة، حيث أن فيتامين ج الذي يحتوي عليه القشر يساهم في تفتيح لون البشرة، وكذلك يلعب دور في تنظيف البشرة وطمس بثور الوجه.
5- حامي الجهاز التنفسي :
الانتظام في تناول قشر البرتقال يوفر الحماية اللازمة للجهاز التنفسي، ويصبح بمثابة عامل وقائي مضاد لمختلف الأمراض المحتمل إصابته بها، مثل الالتهاب الحاد للشعب الهوائية والربو، وكذلك يقي قشر البرتقال من نزلات البرد والأنفلونزا ويعالجهما، وهذا بفضل احتواء القشور على نسب مرتفعة من فيتامين ج المحفز للمناعة، كما أكدت الأبحاث أن هذه القشور غنية بعناصر مضادة للأكسدة واقية من الإصابة بسرطان الرئة.
تركيب قشر البرتقال :
بعد استعراض الجزء الأكبر من فوائد قشر البرتقال وتأثيراته الإيجابية على الصحة العامة للإنسان، علينا أن نتساءل من أين يستمد هذا القشر تلك الخصائص؟، والإجابة يمكن إيجازها في عَدّ العناصر الصحية التي يتركب منها وهي كالآتي :
قشر البرتقال غني بمادة البيتاكاروتين التي ينتج عنها فيتامين أ متعدد الفوائد، كما أن المادة نفسها تمنع تأكسد خلايا الجسم.
يحتوي كل 100 جرام من قشر البرتقال على 100 كالوري تقريباً، يتركز بها فيتامين ج بنسبة مرتفعة جداً، يليه فيتامين ب ومجموعة من المعادن منها المغنسيوم والحديد والنحاس والزنك.
يحتوي قشر البرتقال أيضاً على توليفة متنوعة من مختلف العناصر الهامة، فهو يحتوي على 25 جرام من الكربوهيدرات تقريباً، و1 جرام من الزيوت الحمضية و1.5: 3 جرام من البروتين.
وينصح خبراء التغذية وأساتذة طب الطبيعة بضرورة الحرص على انتقاء البرتقال الذي تمت زراعته طبيعياً، أي يكون قد تم تسميده بالطرق العضوية التقليدية، وتجنب الأنواع التي استخدام الأسمدة الكيميائية والمبيدات الضارة، إذ تلك المواد الكيميائية تضر بـ قشر البرتقال وتخفض من قيمته الغذائية.