فوائد القصب ككافة أنواع الأغذية الأخرى تم التوصل إليها من خلال الأبحاث العلمية، الفرق الوحيد هو أن مكتشفي هذه الفوائد أنفسهم ادهشهم الاكتشاف، إذ كان الاعتقاد الأول أن فوائده ستقتصر على إمداد الجسم بالطاقة، كون القصب من الأغذية الغنية بالمواد السكرية، لكن بعد الفحص والبحث تبين أن فوائد القصب أكثر تعدداً من ذلك.
فوائد القصب .. من أين تأتي ؟
لا عجب في تعدد وتنوع فوائد القصب إلى هذا الحد، إذ أن الدراسة التي أجريت عليه وجدت أنه في الواقع مزيج من ثلاثة أنواع من العصائر، كل منها يحمل خواص مختلفة عن الآخر وكذلك فوائد أخرى، مما جعل المحصلة النهائية أقل ما توصف به بأنها مذهلة:
- العصير السكري : هو أول السوائل المكونة لعصير القصب بشكل عام، وهذا العصير يحتوي على نسبة هائلة من المواد السكرية، وهو الغالب على عصير القصب مما يمنحه ذلك المذاق الحلو.
- الماء : السائل الثاني هو الماء الناتج عن عصر مصاصة القصب، وهذا السائل يكون خال تماماً من السكر بينما يحتوي على عناصر غذائية أخرى.
- البروتوبلازم : عند عصر أعواد القصب فإن المادة الحية بالنبات المعروفة بمصطلح بروتوبلازم تعصر معه، وتختلط بعصير القصب وتكون في حالة نصف سائلة، وتحتوي على معدلات مرتفعة من المواد المعدنية والعضوية المفيدة.
فوائد القصب الصحية :
يعتبر عصير القصب مشروباً شعبياً بعدد كبير من البلدان المختلفة حول العالم، والعالم العربي على وجه التحديد يحظى فيه مشروب القصر بمكانة خاصة، وجميعنا نتناوله فقط للاستمتاع بالمذاق الحلو والمنعش في الأيام مرتفعة الحرارة، خاصة وأن الكأس الواحد من هذا المشروب لا يتكلف إلا مبلغاً زهيداً، لكن إن عرفنا فوائد القصب ومدى تأثيره الإيجابي على الحالة الصحية الجسمانية والنفسية، لجعلناه مشروبنا الرئيسي كل يوم ولرفع بائعوه سعره إلى الدرجة التي تتناسب مع قدره حقاً.
منشط عام :
من فوائد القصب أنه أحد أقوى المشروبات التي تمد الجسم بالطاقة اللازمة لممارسة أنشطته، ونتيجة لذلك ذهب البعض إلى اعتبار القصب أحد مشروبات الطاقة الطبيعية الآمنة، وذلك لأن من فوائد السكر أنه يحتوي على نسب مرتفعة جداً من سكر الكلوجوز سهل الامتصاص، ولذا ينصح بتناوله ممارسي رياضة كمال الأجسام لتعويض ما يفقدونه من الطاقة أثناء التمرينات.
منشط للعقل :
فوائد القصب من ناحية التنشيط لا تقتصر فقط على القدرات الجسدية والعضلية، إنما تمتد لتشمل مع ذلك تنشيط العقل وتحفيز خلايا الدماغ وخفظها، إذ أن عصير القصب من بين العناصر العديدة التي يحتويها عنصر البوتاسيوم، وهو العنصر الذي له فاعلية عالية في تنشيط الوظائف العقلية والإدراكية، ويتوفر هذا العنصر بالقصب بنسبة مرتفعة جداً.
مضاد الاكتئاب :
فوائد القصب الصحية أيضاً لا تقتصر على الصحة العامة الجسمانية فحسب، بل أن الراحة النفسية لها نصيب وافر من فوائد القصب المذهلة، إذ أن الدراسات العلمية أثبتت أن مشروب القصب له قدرة على تحسين الحالة المزاجية، وذلك بفضل المعدلات المرتفعة من المواد السكرية سهلة الامتصاص المتوفرة به، والتي تساعد على تكوين مادة السيراتونين داخل المخ وهي المسئولة عن معادلة الطابع المزاجي لدى الإنسان، ومن ثم تصبح فوائد القصب سبباً في منع الاكتئاب واكتساب الشعور بالراحة والهدوء، كما أنه يحد من الشعور بالضغط العصبي وما يترتب عليه من مشاعر سلبية مثل التوتر والقلق.
مخلص من السموم :
من بين أروع فوائد القصب هي قدرته الفائقة غير المباشرة على تخليص الجسم من السموم، وذلك لأن القصب من المشروبات التي تساعد على إدرار البول، ومن ثم فهو يساهم في مساعدة الجسم على التنقية من فضلاته، والتي تنتج أغلب الأمراض الخطرة عن تراكمها داخل الجسم.
مفيد لصحة الكلى :
ترتيباً على الفائدة سالفة الذكر من فوائد القصب ،فأنه يعد من المشروبات الصحية بالنسبة للكلى والمحافظة على سلامتها، إذ أن أغلب أمراض الكلى مثل الالتهاب أو تكون الحصوة تكون ناتجة عن احتباس البول، حيث تبقى الفضلات البشرية لفترة طويلة حبيسة داخل الكلى فتضر بأنسجتها وخلاياها، ولهذا يُنصح دائماً لمن يعانون من مشاكل صحية بالكلى بتناول كميات أكبر من عصير القصب.
علاج النحافة :
كما أن زيادة الوزن وأنواع السمنة المختلفة تشكل إزعاجاً للمصاب به وتشكل خطراً عليه، فإن النحافة المفرطة أيضاً لا تقل عن السمنة خطورة وضرراً، ولهذا يحرص المصابون بالنحافة إلى علاج ذلك الأمر للحصول على المظهر الجيد وحماية لصحتهم، وعند زيارة أي منهم للطبيب المختص فدائماً ما يضع مشروب القصب ضمن النظام الغذائي الذي ينصحهم به، وهذا لأن علاج مرض النحافة يعد أحد فوائد القصب الصحية، وهذا بفضل احتوائه على معدلات مرتفعة جداً من السعرات الحرارية، كما أنه صحي ويحتوي أيضاً على العديد من المعادن والعناصر الغذائية المفيدة للجسم، بعكس أطعمة أخرى مثل الدهون والوجبات الجاهزة التي تزيد الوزن وتضر بالصحة.
مفيد لأمراض الكبد :
عند الحديث عن أمراض الكبد فإننا بصدد مرض خطير في مضمونه مؤلم في أعراضه، ولعل المعاناة الأكبر لمرضى التهاب الكبد أو تليف الكبد تكمن في الأعراض المصاحبة له، والنصيحة التي يوجهها الأطباء لهؤلاء هي اغتنام فوائد القصب وتناوله بصفة دورية، إذ أن القصب يعد مصدر غذائي مثالي وغني بالنسبة لهؤلاء المرضى، بجانب أن مستوى العناصر السكرية المرتفع به يحد من الأعراض والمضاعفات المحتملة لذلك المرض، إذ أن مريض الكبد يكون عرضة دائماً للشعور بالدوار والهبوط والهزال وضعف البنية الجسمية.
مقوي للعظام :
فوائد القصب بالنسبة لصحة العظام متعددة وترتكز على شقين، أولهما هو أن القصب يعد واقياً من أمراض العظام المحتملة، حيث أن الأبحاث وجدت أن الأشخاص المنتظمون في تناول عصير القصب، كانوا هم الأقل عرضة للإصابة بأمراض العظام المختلفة، وهذا لأن القصب يحتوي على المعادن اللازمة للحفاظ على صحة العظام وتقويتها، أما الشق الثاني فهو أن فوائد القصب يمكن وصفها بالعلاجية فيما يخص أمراض العظام، ويحد من الألم المصاحب لأمراض مثل خشونة الركبتين والروماتيزم وغيرها..
خافض للكوليسترول :
تناولت فوائد القصب إحدى الدراسات التي أجريت بجامعة بيورد الأمريكية، ووجد ذلك الفريق البحثي أن للقصب قدرة على خفض نسبة الكوليسترول في الدم، وهذه الفائدة لا تستمد من العصير السكري الذي يعد المكون الرئيسي له، إنما هذه الفائدة ناتجة عن بعض المركبات الكيميائية المتوفرة بالمادة الشمعية التي يتضمنها القصب، مما يضيف إلى فوائد القصب أنه يحد من احتمالات تعرض الشخص إلى أمراض القلب أو السكتات الدماغية.
موانع تناول القصب :
في الختام وبعد استعراض فوائد القصب المبهرة التي تجعل منه مشروباً مثالياً، يجب التحذير والإشارة إلى الحالات التي يمنع فيها أو لا يستحب تناول عصير القصب وهي :
- عصير القصب لا يتم تناوله في أول الصباح والمعدة لا تزال فارغة، إذ أن نسبة السكر المرتفعة به في هذه الحالة ستؤدي لارتفاع مفاجيء للسكر بالدم.
- مريض السكري أيضاً لا يجب أن يتناول هذا المشروب بإفراط، والأفضل مراجعة طبيبه والحصول على استشارة للتعرف على مدى إمكانية ذلك.
- الراغبون في التخسيس وتخفيض الوزن لا ينصحون بتناول عصير القصب، إذ أنه يحتوي على كم هائل من السعرات الحرارية التي ستعوق تحقيق غايتهم، أما من يرغبون في علاج النحافة فعليهم جعل عصير القصب مشروبهم الرئيسي.