فوائد الرمان ليست كباقية فوائد الفواكه، فهي ليست مقتصرة على عضو محدد أو جهاز معين، إنما هي شاملة ونافعة لكافة أجزاء الجسم، كما أن هذه الثمرة كل ما بها له فائدة صحية، سواء حباته المفرطة أو عصيره أو حتى قشره، مما يجعل منه عضواً أساسياً في أي نظام غذائي سليم.
فوائد الرمان للصحة العامة :
حبات الرمان في الحقيقة هي كبسولات غذائية مُركزة بمذاق لذيذ، فتلك الحبة الصغيرة تحتوي على نسبة كبيرة جداً من العناصر الغذائية التي يحتاجها الإنسان، هذا ما عرفه المصريين القدامى قبل آلاف السنين فاستخدموه لأغراض طبية، وهو أيضاً ما أثبتته الأبحاث العلمية الحديثة التي تمت مؤخراً، واتفق القدماء والمحدثون على أن فوائد الرمان سحرية، وقد ورد ذكرها في القرآن كأحد فواكه الجنة.
1- منشط للقلب والدورة الدموية :
من أهم فوائد الرمان قدرته الفائقة على تنشيط عضلة القلب، ووقايته من الأمراض العديدة التي تهدد سلامته، وعلى رأسها الإصابة بتصلبات الشرايين، والتي تعد المسبب الأكثر شيوعاً للمشاكل الصحية للقلب، وهذا لأن الفوائد الصحية للرمان تشمل حفظه للبطانة الداخلية للأوعية الدموية، ومن ثم يحافظ على الشرايين مرنة ويحد من احتمالات تصلبها وانسدادها، وهو الأمر الذي يسمح بسهولة جريان الدورة الدموية، وتدفق الدم بشكل صحيح إلى كل جزء وعضو بالجسم، فينشطه ويُحسن من قدرته على أداء وظيفته الحيوية، أما الغريب هو أن للرمان القدرة على الفصل بين نوعين مختلفين من الكوليسترول، فهو فعال تماماً في خفض نسب الكوليسترول الضار بالدم لأدنى حد، وفي ذات الوقت يساهم في حفظ وزيادة معدلات الكوليسترول المفيد.
2- يخلق مناعة فولاذية :
تقوية الجهاز المناعي هي فائدة شائعة، تدرج ضمن قائمة فوائد أغلب أنواع الفواكه والخضر، وهذا منطقي فكل غذاء صحي سيساهم في إنعاش مناعة الجسم، لكن حين يكون الحديث عن فوائد الرمان فالأمر مختلف، حيث أن الرمان لا يقوى المناعة فقط بل أنه يعد بمثابة مصل مضاد للأجسام الضارة، فالأبحاث التي تناولت خصائص ثمار الرمان، جاءت بنتائج مؤكدة على فاعليته في محاربة البكتيريا الضارة وأقوى الميكروبات، خاصة إذا تم تناوله مشروباً، ومنطقة الفم والفك بالأخص يشكل الرمان حماية خاصة لهما، حيث يكافح تسوس الأسنان عن طريق إعاقته لمسبباتها، كما أن فوائد الرمان المناعية تشمل الوقاية من البكتيريا الخطرة المسببة لمرض المكورة العنقودية، أما ما يتفرد به على غيره من أنواع الأطعمة، هي قدرته على منع الإصابة بفيروس HIV، والمعروف بفيروس العوز المناعي البشري، وكما واضح من مُسماه فإنه فيروس يهاجم الجهاز المناعي مباشرة، وإذا تمكن منه فإن الإنسان يصبح مجرداً من الحماية في مواجهة البسيط والخطير من الأمراض.
3- واقي من السرطان :
فوائد الرمان المناعية لم تقف عند حد المذكور، فقد أظهرت الأبحاث فاعلية الرمان في مكافحة مرض السرطان، وقد تم علاج حالات سرطان الثدي والمثانة البولية بواسطة خلاصة الرمان، حيث أثبتت فاعليته وقدرته على تحييد انتشار الخلايا السرطانية، بجانب أنه كان يزيد من الموت الطبيعي لهذه الخلايا داخل الجسم، وهذا بسبب احتواء الرمان على نسب مرتفعة الأوميجا 3 والمواد المضادة للأكسدة، وهي جميعها عناصر مساهمة في التصدي لخطر السرطان.
4- ضروري للمرأة الحامل :
حين يشاء الله ويُنعم على المرأة بنعمة الحمل فأن أول ما تفكر به هو النظام الغذائي الذي ستتبعه، وعلى كل حامل ألا تهدر فوائد الرمان التي ستجنيها من الانتظام في تناوله، فهذا الإجراء سيجعلها تنعم بفترة حمل مستقرة وولادة سهلة، فبداية يمد الرمان المرأة الحامل بنسبة كبيرة مما تحتاجه من فيتامينات ومعادن، بما في ذلك حمض الفوليك الذي يصفه أطباء النساء في هيئة كبسولات مكملات غذائية، وهذا لأهميته القصوى خاصة في الثلث الأخير من مدة الحمل، أما بالنسبة لعملية الولادة فالرمان يحتوي على نسبة مرتفعة من مادة الاستروجين، وهي المادة التي تحد من امتصاص الجسم للكوليسترول الضار، وتعمل على تنشيط وتقوية عضلات الرحم وبالتالي تسهل الولادة وتحفز الطلق، ويُفضل أن تقوم المرأة الحامل بتناول حبوب الرمان لا شرابه كعصير، وذلك لأن الأبحاث أثبتت أن هذه المادة تتركز بحبوبه أكثر من شرابه.
للجنين أيضاً نصيب من فوائد الرمان ،فآخر الدراسات التي تناولت خواصه بالبحث والتحليل، وجدت أن تناول الرمان خلال الثلث الأخير من فترة الحمل، يقلص احتمالات إصابة الخلايا الدماغية للجنين بأي ضرر بنسبة كبيرة، وصلت في عدد من الحالات إلى حوالي 60%.
5- مقوي للذكور :
فوائد الرمان ليست حكراً على النساء وحدهن، فالرجال أيضاً كان لهم منها نصيب وفير، فالرمان يعمل على تنشيط الدورة الدموية، مما يؤدي إلى تنشيط جميع أعضاء الجسم، وبالتالي فهو يعد علاجاً فعالاً لمشكلة الضعف الجنسي لدى الرجال، وقد أثبتت نتائج الدراسات أن تأثير الرمان مطابق لتأثير الحبوب الجنسية المنشطة، إلا أنه بالطبع آمن ولا يُحدِث آثاراً جانبية.
6- حلوى للتخسيس :
من يسعون إلى إنقاص الوزن يفتقدون المشروبات المحلاه، خاصة بعد الدراسات التي أثبتت أن العصائر من الأطعمة الخادعة، التي تؤدي إلى زيادة الوزن رغم غناها بالعناصر الصحية، لكن مشروب الرمان ليس من بين هذه العصائر، ومن بين فوائد الرمان يمكن أن نصف هذه الفائدة بأنها فائدة ترفيهية، فعصير الرمان هو المشروب المحلى الآمن لمتبعي الريجيم، وأيضاً يمكن تناوله بالنسبة لمرضى داء السكري، فالأبحاث التي جرت حوله أثبتت أنه لا يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر بالدم.. علاوة على ذلك فإن منقوع قشر الرمان المطحون يساعد على إذابة دهون البطن، وهذا من خلال تركيبة يخلط فيها مع النعناع والزنجبيل.
7- مفوي للمفاصل والعظام :
فوائد الرمان تشتمل على علاج داء العصر واسع الانتشار، وهو التهابات المفاصل وآلام العمود الفقري والغضروف، والتي تنتج عن غالباً عن الجلوس لفترات طويلة بأوضاع غير صحية، والدراسات التي تمت مؤخراً بحثاً عن سبل الوقاية منه، وجدت أن الرمان يحتوي على العناصر المضادة للإنزيمات المتلفة للغضروف، وبالتالي ينصح أطباء العظام مرضى الغضروف بتناوله للحد من الألم والمساهمة في العلاج، والأمر نفسه ينطبق على من يعانوا من مرض هشاشة العظام أو التهابات المفاصل، شرط أن يتم تناوله مأكولاً أو مشروباً دون تحليته بالسكر.
8- يحفظ نضارة البشرة :
اغتنام فوائد الرمان تعفي الإنسان من اللجوء إلى مشرط جراح التجميل، فالرمان يحتوي على عناصر غذائية عديدة فعالة في تأخير مظاهر الشيخوخة، فمع الرمان تختفي التجاعيد والانكماشات التي يخلفها الزمن على البشرة، كما يساهم في تقليل الخطوط التي تظهر على الوجه نتيجة التعرض لأشعة الشمس، أما عن الوقاية فالرمان له قدرة على تجديد خلايا الجلد باستمرار، وبالتالي فهو يمنع تكون البقع الداكنة على سطحه.. أما عن نعومة البشرة فالرمان يعد مرطباً طبيعياً لها، فحمض أوميجا 3 الذي يحتوي عليه الرمان من الأحماض الدهنية، والذي تستفيد منه البشرة أكثر من كريمات الترطيب العلاجية، كما أن عصارة ومسحوق الرمان يمكن أن تستخدم في عملك أقنعة Masks للوجه، لعلاج مشاكل بثور الوجه والأكياس الدهنية، والعجيب أن فوائد الرمان نافعة لكافة أنواع البشرة من الجافة وحتى الدهنية، أما عن عمليات شد الوجه التي تتكلف آلاف الدولارات ونتائجها غير مضمونة، فأن الرمان يقوم بها بشكل آمن ومجاني بسبب احتواء حباته على مادة الكولاجين، والتي تنشط الخلايا الجلدية الليفية المسئولة عن قوة الجلد وحفظه من التراخي.