أننا في كل لحظة نشتم روائح عديدة من حولنا، فهل سألت يوماً عن مدى تأثير الروائح تلك عليك؟.. السؤال أجاب عليه العلماء بكبرى الجامعات والمراكز البحثية حول العالم، ووجدوا أن للرائحة تأثير قوي ومباشر على الصحة العامة للإنسان، وخاصة الصحة النفسية حيث أن المراكز الحسية التي يتكون منها بداية العصب الشمي، لديها ارتباط مباشر مع المركز العاطفي داخل الدماغ البشري.
تأثير الروائح المختلفة على الإنسان :
بلغ تأثير الروائح من الأهمية ما دفع العلماء لتدشين فرع طبي أسموه باسم طب الروائح، ودرسوا الروائح منفردة للتعرف على الخصائص والتأثيرات الناتجة عن كل منهم، ومن الروائح التي خضعت للدراسات وتم التوصل إلى تأثيرها على الصحة ما يلي:
رائحة القرفة :
تأثير الروائح على العقل لا يكون مقتصراً على تحقيق حالة من حالات الانتشاء فحسب، إنما يكون تأثير الروائح أكثر عمقاً وشمولاً من ذلك، فهو يمتد إلى قدرات العقل الإدراكية والمعرفية ويساهم في تحفيزها، فقد تولى فريق بحثي من جامعة ويلينج جيسويت بالولايات المتحدة دراسة الروائح، بهدف التوصل إلى مدى تأثيرها على المخ البشري، والنتيجة المذهلة أن الأشخاص الذين خضعوا للبحث واستنشقوا رائحة نبات القرفة لفترة، زادت كفاءة قدراتهم العقلية مقارنة بنظائرهم ممن حرموا من استنشاقها، وأظهروا استجابات حركية وبصرية أقوى وكذا كانوا أكثر تنبهاً.
رائحة الفانيليا :
تأثير الروائح على العقل لا يكون مقتصراً على تحقيق حالة من حالات الانتشاء فحسب، إنما يكون تأثير الروائح الاستخدامات الطبية للنباتات والأعشاب تميل إلى الاستخدام النفسي، وبناء على ذلك بعد أن انتهى العلماء من بحث تأثيرات تناول الأطعمة إلى دراسة تأثير الروائح ،وجاءت رائحة الفانيليا على رأس قائمة الروائح الجالبة للسعادة، حيث وجد الباحثون أن استنشاق الفانيليا يعزز من إفراز أنواع محددة من الهرمونات بالجسم، تلك الهرمونات التي تساهم في دخول الإنسان إلى حالة من الاسترخاء، وتحقق له الشعور بشيء من السعادة والراحة النفسية.
رائحة النعناع :
رائحة النعناع من أكثر الروائح المحببة إلى الناس رغم حدتها، وضمن دراسة تأثير الروائح خضعت رائحة نبات النعناع أيضاً للدراسة، ووجد أن رائحة النعناع تساهم بفاعلية عالية في زيادة قدرة الإنسان على التركيز، وكذا تحفز القدرات الفكرية والمعرفية وتعمل على تنشيط العقل بوجه عام، وعلى الجانب الآخر أكدت الأبحاث ذاتها على قدرة رائحة النعناع على معالجة التهابات الأنف، والتخفيف من حِدة إنسدادات الممرات الأنفية.
رائحة قص العشب :
للوصول إلى أعلى درجات الاستجمام الروحي والنفسي، ينصح دائماً أطباء النفس من يملكون حديقة بالمنزل بالاعتناء بها بأنفسهم، وذلك لعظم التأثير الإجابي لذلك الفعل على صحتهم النفسية، فمن المعروف أن التطلع إلى المناظر الطبيعية في حد ذاته يهدئ الأعصاب ويدفع إلى الاسترخاء، لكن حين تمت دراسة تأثير الروائح على الحالة النفسية للإنسان، وجد أن قص العشب وتهذيبه يعزز التأثير الناتج عن الاستمتاع بمشاهدته، حيث وجد أن رائحة المادة المفرزة من العشب حديث القص، تدخل الإنسان في حالة من الابتهاج والاسترخاء، وذهبت بعض الأبحاث الأخرى إلى أن رائحة هذه المادة تحفظ القدرات العقلية، وتحد بنسبة كبيرة من ظهور أعراض الشيخوخة العقلية.
رائحة القرع :
القرع أو اليقطين هو من النباتات التي تشتهر باحتوائها على العناصر المغذية، ومن المعروف أن ماء القرع يساهم في تحفيز أعضاء الجسم للقيام بالعمليات الحيوية، أما عن تأثير روائح اليقطين فقد وجد الباحثون أنها تساهم في التنشيط الجنسي للرجال، ولايزال هذا الأمر حتى اليوم محل دراسة ولم يؤكد بشكل نهائي، إلا أن النتائج الأولية للدراسة تؤكد أن أكثر من 40% ممن أجريت عليهم الدراسة أظهروا استجابة إيجابية للرائحة.