يقول أجدادنا “الصحة تاج فوق الرؤوس, لا يشعر بقيمتها الا المريض”.
تتحدث المرأة بطلاقة عن الامراض سواء مرض يخصها او يخص احد من الاسرة أو حتى يخص الاخرين, فهي تتحدث كثيرا عن زيارات الاطباء وقضايا التغذية والحمية الغذائية, والاجراءات الوقائية. ان الاهتمام بالصحة هو امتداد لتركيز المرأة على مظهرها الخارجي, علاوة على ان هذه المواضيع الشخصية جدا هي بمثابة القمح لطاحونة الكلام بالنسبة للمرأة وتقلبات جسمها وعقلها. وعلى العكس تماما فيحتفظ الرجل بالامراض الصحية لنفسه, فالاعتقاد السائد لدي الرجال ان ليس من الرجولة الشكوى حول الامراض الجسدية او العقلية واذا مرض الرجل تراه يشكو للشريكة او الام او الاخت التي سيجد معها راحته وائتمانها على سره فمرضه يعتبر سر من الاسرار التي لا يحب ان يتطلع الاخرين عليها فلا يري في اعين الناس شفقة او اي تلميح يشعره بالضعف او قلة الحيلة. ولأن الرجال اقل اهتماما باجسامهم فالعديد يأكلون بشكل ضئيل ,فتبعا لمجلة الصحة يشتري الرجال 61% من الوجبات الخفيفة, وقد دل استفتاء عام 1990 بأن اقل من ثلاثة رجال من كل عشرة رجال يشعرون بالذنب تجاه تناولهم اطعمة غير صحية بينما أربعة من كل عشرة نساء يعبرن عن مثل هذا الشعور.
تقول الاستاذة نينا رنكويست رئيسة جمعية القلب السويدية وهي من كبريات مراكز القلب في العالم قولا غريبا فتقول “ان بعض الرجال ينظرون الى الازمة القلبية ومرضهم في القلب كجائزة ومكافاأة لهم باعتراف واضح من الله ورمز لعملهم بزيادة وباخلاص طوال حياتهم بينما ترى المرأة اي تعب بالقلب نتاج لاخفاقها في تخطي المصاعب. وفي استطلاع بأمريكا اسمه استطلاع هاريس في العام 1989 وجدوا ان العديد من الرجال يتعاملون باستخفاف مع اي نصيحة طبية من اجل صحة افضل ويتعاملون باستهتار مع حملات التوعية الطبية الميدانية والاعلامية, وأظهر الاستطلاع ايضا ان الرجال يتهورون اكثر لقيادة سيارتهم تحت تأثير المخدرات والكحول, ولا يهتمون بشكل جيد بربط احزمة الامان, ويسجلون اغلب المخالفات المرورية اذا تم مقارنة كل هذا بما تفعله النساء.
“المرأة تعيش أطول من الرجل “
في أخر ابحاث تم نشرها متوسط عمر المرأة البيضاء 78.9 سنة, والمرأة السوداء 72.4 سنة, والرجل الاسود 64.9 سنة. يكتب ادوارد دولنيك لمجلة “الصحة” “ان الاحصاء يدل ان ثلث الفجوة في طول العمر يرجع الى طريقة الرجال في التصرف. فالرجال يدخنون اكثر من النساء ويشربون الكحول اكثر ويجازفون اكثر, ويتعرض الرجال للجرائم التي تصل للقتل والاذي اكثر, ويضطرهم الاخفاق في العمل للانتحار اكثر, ويتحملون الضغوط بشكل اقل.
“دور الاستروجين”
يعاني رجل من بين خمسة رجال من ازمة قلبية في عمر ال60 سنة مقارنة مع امرأة من بين 17 امرأة وذلك تبعا لمجلة نيويورك تايمز الامريكية واسعة الانتشار فالمرأة تتمتع بحصانة ضد امراض القلب حتى انقطاع الدورة الشهرية بسبب المستوي المرتفع للاستروجين (هرمون جنسي يفرز من الغدة النخامية بأسفل المخ). حيث يستنتج دولنيك بأن “لغاية سن البلوغ يكون للاولاد والبنات نفس مستوي الكوليسترول , لكن عندما يبدأ الاولاد مرحلة المراهقة ويزداد ارتفاع مستوى الكوليسترول HDL بينما لدي الفتيات يبقي معدل الكوليسترول ثابتا فتتمتع المرأة بهذه الميزة المهمة طوال حياتها.
“تغيرات الدماغ”
يفقد الرجال امكانياتهم اللفظية “قدرات الكلام” بشكل أسرع من المرأة بضعفين او ثلاثة اضعاف مع تقدم العمر, فالهرمونات الانثوية تحمي الدماغ وذلك تبعا لدراسة قام بها بحاثو جامعة بنسلفانيا الامريكية ,.اضافة الى ان حجم الجزء الموجود بالمخ ويسمي تشريحيا “corpus coliseum” عند الرجل يصغر مع تقدم العمر بينما لا يتم ذلك بالنسبة للمرأة كما تقول الباحثة ساندرا فيتلسون.