أصبح الإكتئاب في عصرنا الحالي يصنف ضمن أمراض العصر التي تصيب نسب كبيرة من أفراد المجتمع في مختلف المراحل الحياتية, سواء كانوا أطفال أو شباب أو حتى شيوخ لأن هذا الإضطراب لا علاقة له بالسن بل هو مرتبط بالأساس بعوامل أخرى خارجية وداخلية. لكن كل الدراسات تشير إلى أن النساء يصبن بنسب مضاعفة بهذا المرض مقارنة مع الرجال لأسباب عدة.
الإكتئاب : أسباب صحية
أحيانا يمكن أن يشكل الإكتئاب واحدا من الأعراض المرتبطة بمرض آخر يظهر على شكل اضطرابات نفسية تسبق ظهور أعراض أخرى, وبما أن التركيبة الجسمانية للمرأة مختلفة عن الرجل وأحيانا قد تسبب الدورة الشهرية وما يرافقها من اضطرابات وأعراض وفقدان كميات كبيرة من الدم مما يؤدي إلى اضطرابات مزاجية, ويحدث أيضا الإكتئاب لدى المرأة بعد الولادة. كما أن الإضطرابات الهرمونية التي تتعرض لها المرأة بالخصوص لها دور كبير في الإصابة بالإكتئاب.
أحيانا يكون لدي المرأة قابلية للإصابة بمرض الإكتئاب بفعل عوامل فيزيائية تتعلق بكيمياء المخ وبمدى نشاط خلايا المخ وبالضبط نوع معين من الأعصاب المسؤولة عن المزاج.
الإكتئاب : أسباب اقتصادية و إجتماعية
قد تؤدي أحيانا الأزمات الإقتصادية أو وجود مشاكل مالية في حياة الشخص إلى تعرضه للإكتئاب إضافة إلى الضغط الشديد في العمل والتوتر المستمر, وباقي المشاكل اليومية التي تؤثر على مزاج الشخص وعلى نفسيته وخاصة الشخص الذي يعاني من ضعف الشخصية لأن المرأة تعتبر حساسة مقارنة بالرجل لذلك فإن تأثير الأحداث السيئة يكون أقوى عليها.
الإكتئاب : أسباب وراثية
قد يجد الأطباء أن بعض الحالات من المصابين لديها استعداد وراثي للإصابة بهذا المرض الذي يعتبر مرضا عضالا إذا كان أحد أفراد الأسرة يعاني منه, وقد أطلق عليه مرض عضال لكونه يستلزم علاج طويل الأمد وإذا توقف المريض عن العلاج فجأة فإنه قد يتعرض لمخاطر قد تؤدي حياته كما أن العلاج يبقى غير نهائي على الإطلاق لأن المرض قد يعاود الظهور بعد الشفاء.
أعراض الإكتئاب
يمكن بسهولة للأشخاص المحيطين بالمرأة المصابة بالإكتئاب ملاحظة ذلك من خلال التغير المزاجي الذي يحدث لها وكذا فقدانها للرغبة في القيام بكل العادات اليومية التي اعتادت القيام بها بسبب الخمول الذي يصيبها والتعب الجسدي الذي يمنعها من القيام به, كما يلاحظ فقدان للشهية لدى بعض النساء في حين يحدث العكس لدى البعض الآخر ويفرطن في الأكل لدرجة الإصابة بالسمنة. أيضا يؤدي الإكتئاب إلى فقدان المرأة للرغبة الجنسية وظهور انفعالات لا مبرر لها مثل العصبية والرغبة في البكاء وقد يدفعها إلى الإنتحار في النهاية إذا لم يتم علاجه.
علاج الإكتئاب
عند الشعور بأي أعراض بسيطة مثل تقلب المزاج أو فقدان الشهية والرغبة في الإستمتاع بالحياة فيجب على المرأة الإسراع باستشارة الطبيب وذلك ليس عيبا لأن الجانب النفسي أهم من الجانب الجسدي لذلك يجب الإهتمام به والعلاج في بداية المرض لا يتطلب وقتا طويلا بل يلزم فقط المداومة على أخذ الأدوية وتغيير العادات اليومية لمحاولة التخلص من الروتين ومن المشاكل اليومية أو على الأقل تأجيلها وتأجيل التفكير فيها لأن حل المشاكل يستلزم جهدا فكريا والمرأة في هذه الفترة تكون غير قادرة على اتخاذ القرارات.
أما إذا كان الإكتئاب بعد الولادة فكل ما تحتاجه الام في هذه الفترة هو الدعم الأسري من أجل مساعدتها على تجاوز هذه المرحلة وكذا تكون بحاجة لمن يعتني بالرضيع حتى تخرج من هذه الحالة لأنها تكون عاجزة عن القيام بدورها.