سرطان القولون هو أحد أخطر أنواع الأمراض السرطانية، ووفقاً للتقارير الصادرة عن جمعية السرطان الأمريكية، فأن سرطان القولون يعد ثاني أخطر مرض قاتل معروف حالياً، والسر في ذلك هو تأخر ظهور أعراض الإصابة به، مما يعني أن النسبة الغالبة من الحالات المصابة، لا تبدأ رحلة العلاج إلا بعد استفحال المرض وتفشي الورم.
سرطان القولون .. ثاني أخطر الأمراض القاتلة :
فور تبين مدى الخطورة التي يمثلها سرطان القولون ،فثمة مجموعة من الأسئلة بخصوصه تتبادر إلى الذهن، ما الأسباب التي ينتج عنها الإصابة بـ سرطان القولون ؟، وما الأعراض التي تصاحبه وكيف يُعالج؟، وأخيراً هل هناك وسائل للوقاية منه؟..
أولاً : أسباب سرطان القولون :
العوامل والأسباب الرئيسية المؤدية لـ سرطان القولون ،لم يتم التوصل إليها وتحديدها بدقة حتى اليوم، ولكن لوحظ أن النسبة الغالبة من الحالات المصابة بنوع السرطان هذا، هم من كان لديهم استعداد جيني من البداية لنمو تلك الأورام السرطانية، بجانب ذلك حدد العلماء مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالات الإصابة، ولكنها في الوقت ذاته لا تعد مُسببات مباشرة لـ سرطان القولون ،وتلك العوامل هي :
- النظام الغذائي غير المنتظم والمفتقر للألياف.
- التدخين.
- إدمان الكحول والإفراط في تناوله.
- السمنة المفرطة.
- انخفاض معدل النشاط البدني بصفة عامة.
- الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي على اختلافها.
ثانياً : أعراض سرطان القولون :
الأعراض التي تصاحب الإصابة بـ سرطان القولون ،تختلف من حالة لأخرى تبعاً لاختلاف حجم الورم السرطاني، ولكن في كل الأحوال فأن تلك الأعراض لا تظهر في وقت مبكر، أي أن ظهورها يعني أن سرطان القولون قد بدأ في التطور، وتلك الأعراض أو المؤشرات الدالة على سرطان القولون تتمثل في:
ألم البطن :
سرطان القولون يصاحبه دائماً اضطراب بمنطقة المعدة، فتكثر نوبات الإصابة بالأوجاع مجهولة السبب، وكذا يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بالتشنجات والمغص والانتفاخ.
النشاط المعوي :
يؤثر سرطان القولون على نشاط الأمعاء بأكثر من شكل، وبالتالي فأن عملية الإخراج تصاب بشيء من الاضطراب، يتجلى في تعدد مرات الإصابة بحالتي الإمساك والإسهال، وإذا دامت تلك الحالة لفترة زمنية تفوق الأسبوعين، فأنها تصبح من المؤشرات المتوسطة على الإصابة بـ سرطان القولون.
خلل التبرز :
الاستشعار بوجود خلل ما في عملية إخراج البراز، يعد أحد العلامات الدالة على احتمالية الإصابة بـ سرطان القولون ،وذلك الخلل يقصد به الإحساس بعدم إفراغ كامل المخرجات رغم تكرار عملية التبرز، وكذلك إذا كان هناك شعور بألم شديد يصاحب عملية الإخراج.
انخفاض الوزن :
انخفاض الوزن بمعدلات سريعة ودون وجود مبرر أو مسبب واضح، فأنه يعد من مؤشر على الإصابة بأكثر من نوع من السرطان، من بينهما بالتأكيد سرطان القولون
النزيف :
من الأمور الدالة على تعرض الشخص لـ سرطان القولون ،هو حدوث نزف للدماء عبر فتحة الشرج، سواء كان ذلك النزيف صريح عبارة عن تساقط قطرات الدماء، أو إذا لوحظ أن البراز يخرج مشوباً ببعض قطرات الدم.. ويلاحظ هنا أن ذلك العرض قد يصاحب أكثر من مرض، مثل الدوالي على سبيل المثال أو الشق الشرجي، ولكن في تلك الحالة تكون حُمرة الدم فاتحة وشاحبة، أما إذا كانت فاقعة وواضحة فهي مؤشر على الإصابة بـ سرطان القولون
ثالثاً : علاج سرطان القولون :
سرطان القولون يُمكن أن يتم علاجه بأكثر من وسيلة، هي ذات الوسائل الثلاث الرئيسية التي تتبع في علاج أغلب أنواع السرطان، وتلك الوسائل تتمثل في الآتي:
- العلاج الجراحي.
- العلاج الكيميائي.
- العلاج الإشعاعي.
ويشار هنا إلى أن تلك الوسائل المعالجة لـ سرطان القولون ،ليست متاحة جميعاً لكافة الحالات المرضية المختلفة، بل أن تحديد الوسيلة العلاجية يرتبط بالمرحلة التي بلغها المرض، ومدى التدهور الذي لحق بالحالة الصحية للمريض.
جراحات سرطان القولون :
الجراحة الاستئصالية هي تعتبر العلاج الرئيسي لـ سرطان القولون ،ويمكن تعزيز الجراحة باستخدام إحدى الوسيلتين الأخريتين، العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي كوسائل علاجية إضافية، وذلك الأمر يتم يتحدد تبعاً لعِدة عوامل، يتم كشفها عن طريق فحوصات ما قبل الجراحة، وهي :
- موضع الإصابة وموقع الورم السرطاني بالقولون.
- العمق الذي خلفه الورم السرطاني، أي مدى اختراق الخلايا السرطانية لجدار القولون.
- معدل تفشي الخلايا السرطانية وسرعة انتشارها.
- انتقال الورم السرطاني إلى أعضاء داخلية أخرى بخلاف القولون.
وتنقسم الجراحات الخاصة بـ سرطان القولون إلى نوعين رئيسيين، هما جراحات استئصال الأورام السرطانية في حالة الإصابة، وينقسم ذلك النوع إلى عدة أنواع فرعية من الجراحات، منها جراحات سرطان القولون في المراحل المبكرة، وجراحات ورم القولون السرطاني في المراحل المتقدمة، أما النوع الرئيسي الثاني فهو الجراحات الوقائية، أي تلك التي تجرى تجنباً للتعرض للإصابة بـ سرطان القولون مستقبلاً.
أ) جراحة الاستئصال :
جراحة سرطان القولون تعتمد على إزالة الورم السرطاني، وذلك يتم من خلال نزع موضع الورم المتكون بالقولون، مع إزالة جزء من الأنسجة السليمة المحيطة بالورم والمسماه بالحواف، والهدف من ذلك هو ضمان إزالة الورم كاملاً.. بجانب ذلك عادة يقترن استئصال سرطان القولون باستئصال الغدد اللمفاوية، وهذا لتوقيع الفحص عليها والتأكد من خلوها من الخلايا السرطانية، إذ أن هذه الغدد شديدة القرب من الأمعاء الغليظة أو القولون.
- المراحل المبكرة : إذا كان سرطان القولون في المراحل المبكرة منه، أي إذا كان الورم السرطاني يتسم بصغر حجمه، وعدم تفشيه وتمركزه داخل السليلة في المراحل الأولى للتطور، فيمكن حينها استئصال سرطان القولون هذا خلال فحص التنظير.
- المراحل المتقدمة : في حالة استفحال سرطان القولون وتفشيه وانتشاره، فحينها مهمة استئصال الورم تزداد عسراً وصعوبة، خاصة إذا كانت الصحة العامة للإنسان المريض تتسم بالتدهور والتردي، وفي تلك الحالة عادة يلجأ الطبيب بإحداث شق بالقولون، وذلك لفتح الانسداد وبالتالي الحد من الأعراض المؤلمة المسببة للمعناة.
ب) الجراحة الوقائية :
في بعض الأحيان لا تجرى الجراحة لعلاج سرطان القولون ،بل أن الإنسان يخضع لها بهدف الوقاية من التعرض له، ذلك يتم إذا تم التوصل إلى عوامل وراثية لديه، ترجح احتمال تعرضه إلى سرطان القولون في المستقبل، كتعرضه للإصابة بإحدى متلازمات الأمعاء الالتهابية، أو إذا كان يعاني من متلازمة السلائل الورمية الغدية، ففي تلك الحالة يزداد احتمال أن يتعرض الشخص لـ سرطان القولون ،وبالتالي فأنه يجرى عملية استئصال مبكرة، تلافياً لاحتمال نمو خلايا سرطانية به في المستقبل.
ثالثاً : الوقاية من سرطان القولون :
رغم أن الأسباب الرئيسية لحدوث سرطان القولون لا تزال مجهولة، إلا أن العلماء قد تمكنوا من تحديد بعض طرق الوقاية منه، وهي في مجملها تعتبر بعض تغيرات بالنمط المعيشي للفرد، ويؤكدون على أن اتخاذ تلك التدابير، يقضي على العوامل التي تزيد من احتمالات التعرض لـ سرطان القولون ،وهي :
- اتباع نظام غذائي سليم يتسم بتنوع وتعدد المصادر، ويمد الجسم بالنسبة التي يحتاجها من مختلف العناصر الغذائية.
- خفض نسبة الدهون في الوجبات الغذائية المختلفة، وبالأخص الدهون المشبعة لما تشكله من خطر على صحة القولون.
- الحفاظ على الوزن وتجنب الإصابة بأي من أنواع السمنة، وذلك يتحقق باتباع النظام الغذائي الصحي ويعزز بممارسة التمارين الرياضية.
- الإقلاع عن التدخين وتجنب تناول المشروبات الكحولية.
أما الأشخاص الذين لديهم قابلية جينية للإصابة بـ سرطان القولون ،فالنصيحة الموجهة إليهم هي القيام بفحوصات مسحية دورية، وذلك بهدف الكشف المبكر عن سرطان القولون حال حدوثه، وتشمل هذه الفحوصات:
- فحص الكشف عن الدم الخفي بالبراز.
- فحص التنظير السيني.
- فحص تنظير القولون.
- فحص DNA البراز “الحمض النووي”.