الرئيسية - صحة الطفل - فرط الحركة والتشتت الذهني : كيف تساعد الطفل على التركيز ؟
فرط الحركة والتشتت الذهني : كيف تساعد الطفل على التركيز ؟
فرط الحركة والتشتت الذهني : كيف تساعد الطفل على التركيز ؟

فرط الحركة والتشتت الذهني : كيف تساعد الطفل على التركيز ؟

فرط الحركة والتشتت الذهني وعلمياً يُعرَّف باسمه المختصر (ADHD)، وهو مرض لم يحدد سن الإصابة به، إلا أن أعراضه تبدأ في الظهور في سن السابعة تقريباً، وفرط الحركة والتشتت الذهني لا يعد مرضاً عضوياً، فهو عبارة عن عرض نفسي يؤدي إلى تغيرات سلبية بسلوك الطفل المصاب، وتتدنى معدلات تركيزه عن الحد الطبيعي، حتى أن أقصى مدة يمكنه التركيز خلالها على أمر ما لا تتعدى دقائق معدودة، وهذا يفسر تسمية المرض بالتشتت الذهني، أما فرط الحركة يُقصد به حالة الاندفاع التي تتملك المريض، وتمنعه من السيطرة على تصرفاته وردود أفعاله، وتُظهر الاحصائيات أن 3: 10% تقريباً من أطفال المرحلة الابتدائية مصابون بمرض ADHD، والشاغل الأول لأسر هؤلاء الأطفال دائماً، هو تقديم المساعدة ومد يد العون إليهم، والارتقاء بهم إلى أعلى درجة ممكنة من التركيز.

فرط الحركة والتشتت الذهني والقدرة على التركيز :

المؤسف أنه لم يتم لأي علاج شافي لهذا المرض حتى الآن، والعقاقير المتوفرة بالصيدليات هي فقط للسيطرة على الحالة والحد من تطور المضاعفات، ولكن بالنسبة لقدرة الطفل على التركيز، رغم أنه لا يمكن الوصول إلى بها إلى الحد الطبيعي المفترض، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي إذا تمت قد تؤدي إلى تحسين مستوى تركيزه.

1. جدول زمني مُنظِم :

هل تعلم لماذا قبل أن يُقام أي مشروع يتم وضع جدولاً زمنياً له؟، لأن عشوائية التخطيط والتنفيذ لن تقود لشيء أبداً، فإذا كانت هذه أهميته بالنسبة للأصحاء، فهي مضاعفة بالنسبة للطفل الصاب بمرض فرط الحركة والتشتت الذهني ،فأول العوامل التي يمكنها المساهمة في تحسين حالته، هو العمل على تنظيم يومه وفقاً لجدول منتظم، كتحديد ساعة معينة للاستيقاظ ومواعيد تناول الطعام وساعة النوم، وبقدر الإمكان حاول تحديد أوقاتاً للتنزه أو مشاهدة التلفاز، فإن كان الروتين بالنسبة للأصحاء أمراً مقيتاً فهو بالنسبة له مفيداً، حيث أنه لا يوفر له العديد من الاختيارات، ويكون كامل تركيزه خلال فترة زمنية معينة منصب على أمر واحد، وسيزداد تركيزه مع تكرار الأمر حتى اعتياده عليه فيصبح كأنه تصرف تلقائي.

2. ممارسة الرياضة :

ممارسة التمرينات الرياضية هي النصيحة الأبدية الموجهة لكافة الأعمار، لكنها بالنسبة لمريض فرط الحركة والتشتت الذهني نصيحة بمثابة الإلزام.. المحيطون بالطفل المُصاب بـADHD دائمي الشكوى من تمرده وعصيانه، والمشاغبة المستمرة البالغة للحد الذي يمكن عنده تسميتها بسوء السلوك، لكن الحقيقة أن الأمر هنا لا علاقة له بالأخلاق أو التربية، إنما مبعثه في الأساس كم الطاقة الرهيب بداخله، والذي يفوق قدرته على الاختزان، وبالتالي يحاول أن ينفس عنها بأي شكل فيراه الآخرون شغب، علاوة على أن هذه الطاقة المفرطة هي أول أسباب عجزه عن التركيز.
الحل المثالي ولعله الوحيد لهذه المعضلة هو الرياضة، فهي مجال مناسب لتفريغ هذه الشحنات، وتحديد الرياضة المناسبة لطفل فرط الحركة والتشتت الذهني يتم تحديده بتعاون الأهل والطبيب، ليتم اختياره لعبة تناسب ميوله فلا يملها بعد فترة قصيرة، وفي ذات الوقت تكون مناسبة لحالته الصحية ولا تعرضه للأذى.

3. تجزأة المواد :

مرض فرط الحركة والتشتت الذهني أول أثاره قصور الانتباه، وفقدان القدرة على التركيز لفترات متواصلة، لكنه لا يؤثر بأي شكل على معدل الذكاء لدى الطفل، مما يعني أنه قادر على التحصيل العلمي واستيعاب المعلومات، ولكنه يحتاج معالمة إلى معاملة خاصة ليحقق ذلك، فبداية يجب أن تتم تقسمة الدروس لأكثر من جزء، يتلقاهم خلال أكثر من حصة، وذلك لإحداث بعض التوازن بين الكم الذي يتلقاه وبين قدرته على التركيز.

4. المهام البسيطة :

عند تكليف المصاب بمرض فرط الحركة والتشتت الذهني بمهمة ما، يجب مراعاة عدة عوامل، أولها والبديهي هو أن تكون آمنة ومتناسبة مع قدراته الذهنية، أما العامل الثاني فهو أن تكون المهام غير مُتسمة بالتعقيد، ويُراد بتبسيط التكليفات هدفين، المباشر منهما هو أنه كلما كانت المهمة أبسط كلما تمكن الطفل من استيعابها، وكلما كانت خالية من التفاصيل استطاع التركيز عليها، وبالتالي يُحسن القيام بها، أما الهدف غير المباشر هو تنمية ثقة الطفل بنفسه، فطفل فرط الحركة والتشتت الذهني يلاحظ أنه لا يكلف بمهام كباقية أقرانه، وسواء كان يُدرك السبب أم لا فأن ثقته بقدراته تتزعزع، لكنه حين ينجح في أداء هذه المهمات البسيطة، يتحفز لإحراز المزيد فيدفعه ذلك إلى محاولة التركيز.

5. لا تعاقبه جسدياً :

الخطأ الجسيم الذي عادة يقع فيه آباء مرضى فرط الحركة والتشتت الذهني ،هو عدم قدرتهم على تمالك أعصابهم أمام تصرفات الطفل، واللجوء إلى العقاب الجسدي بالضرب، وهو الأمر الذي يدمر الصحة النفسية للطفل، ويخلقون بذلك سبباً إضافياً يمنعه من التركيز.. فعلى الأسرة التي تتضمن عضواً مصاب بـADHD أن تعي حالته جيداً، وتعلم بأن ردود أفعاله ليست دائماً محسوبة ولا سيطرة له عليها، والتراشق معه بالكلام أو معاقبته بالضرب سيزيدون الحالة سوءاً، لذلك يعتبر الحل المثالي تركه حتى تخمد ثورته، ثم يتم احتوائه ومناقشته بتعقل وهدوء.

6. أداء تمارين التركيز :

الطبيب المعالج لحالات فرط الحركة والتشتت الذهني، يوصي بإجراء بعض التمرينات المنزلية المساعدة على التركيز، وتكون هذه التمارين مبسطة ولا تتطلب مجهوداً، مثل عقد حبات الخرز بالخيط، أو باستخدام كروت ألعاب الذاكرة، هذه التمارين لا تؤتي ثمارها سريعاً، ولهذا بعض الآباء يملون منها فيهملوها بعد فترة وجيزة، وهنا يكونوا قد ارتكبوا خطأ فادح، وأضاعوا من أيديهم واحدة من أكثر الوسائل فاعلية في علاج ابنهم، ومساعدته على التركيز بشكل أفضل ولفترات أطول، ولكن هذا كله بشرط الانتظام في أداءها وعدم استعجال نتائجها، والدليل هو أن هذه التمارين متدرجة المستويات، وبعد فترة حين يعتادها الطفل وتصبح بالنسبة له تافهة لا تحتاج تركيزاً، ستجد الطبيب ينقله إلى مستوى التالي الذي يتطلب معدل أكبر من تركيز.. وهكذا.

7. ضبط النفس والتوجيه :

توقع من مريض فرط الحركة والتشتت الذهني أن يعتذر أو يندم، لكن لا تتوقع منه أن الالتزام التام أبداً، وعلى المحيطين به أن يعوا جيداً حالته ويتفهموا تصرفاته، وأن تكون معاملتهم له قائمة على التسامح والتماس العذر.. كذلك يجب أن تكون الأسرة على اتصال دائم بالمدرسة، وأن توضح لمُدرسي الطفل حقيقة مرضه، وتبلغهم بما أوصى به الطبيب عند التعامل معه، وذلك لأن ADHD شديد التأثر بالحالة النفسية والمزاجية للمصاب، وبناء عليه فأن الإفراط في تعنيف الطفل، أو المبالغة والعصبية في رد الفعل قد تكون سبباً في تدهور الحالة، وتعوق بشكل كبير محاولات تنمية قدراته على التركيز.

8. تجنب المثيرات :

المثيرات الخارجية هي أول أسباب تشتت تركيز الأصحاء.. تنجذب عينا الشخص إلى إعلان مضئ بالشوارع، فيشرد إليه فجأة وللحظات لا ينتبه لأي شيء آخر سواه!!.. فترى كيف يكون تأثير المثيرات البصرية على المصاب أساساً بـ فرط الحركة والتشتت الذهني ؟!.. لذلك يجب مراعاة تقليل عدد المثيرات حوله بقدر الإمكان، فليس من الضروري أن تحتوي غرفته على العديد من الصور والبراويز، كذلك أثناء مذاكرته للدروس أو أداء تمارين التركيز، احرص على أن تكون جلسته مواجهة للحائط، وذلك لتحد من زاوية رؤيته فتقلل من عدد المثيرات التي قد تشتته.

عن محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

شاهد أيضاً

قلب الطفل .. ما تأثير الغذاء وعادات الأم عليه ؟

قلب الطفل .. ما تأثير الغذاء وعادات الأم عليه ؟

العناية بـ قلب الطفل ليس أمراً اختيارياً ويبدأ مبكراً جداً، فهو يبدأ مع بداية الحمل.. فما النصائح التي يقدمها الأطباء كي ينمو قلب الطفل بشكل صحي وسليم