كيف يكون الاستعداد للامتحانات؟.. سؤال موسمي يتكرر على لسان الآباء مع اقتراب مواسم الامتحانات، حرصاً منهم على مستقبل أطفالهم التعليمي، وأملاً في الوصول بهم إلى أعلى درجات التفوق، وتظل الرغبة موجودة في ظل غياب الوسيلة، لكن ليس بعد الآن.. ليس بعد أن وضع الخبراء مجموعة من الأسس، التي من خلالها يمكن تأهيل الأطفال تأهيلاً نفسياً وبدنياً لاستقبال الامتحانات.
خطوات ووسائل الاستعداد للامتحانات :
1- لا ترهب الطفل :
وضع هذا الشرط على رأس قائمة نصائح الاستعداد للامتحانات ليس من قبيل الصدفة؛ فعدم توافره كفيل بإفساد العملية برمتها.. مع اقتراب موسم الامتحانات نجد بعض الآباء يحولون المنزل إلى معسكر منغلق، وتزداد العصبية فيقضون النهار بطوله في الشخط والزعق وإبداء الغضب، ظناً منهم أن ذلك الخوف الذي يبعثونه في نفس الطفل يحفزه للاستذكار، لكن بأي منطق؟ وأي عقل يقبل هذا؟!.
الخوف شعور سلبي والسلبي لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة إيجابية، فحين يتبع الآباء هذا الأسلوب يغرسون بأيديهم بذرة التوتر بعقل الطفل، فتنهار معنويات الطفل ويبدأ تركيزه في التشتت، وبالتالي تنخفض قدرته على التحصيل إلى العلمي لأدنى المستويات.
2- الاستعداد المبكر :
الاستعداد للامتحانات لا يكون قبل موعد البدء بأيام أو شهر، فالاستعداد الحقيقي للامتحان يجب أن يكون منذ بداية العام الدراسي، هذه هي الحقيقة التي نعلمها جميعاً لكننا للأسف لا ندركها، فنحن حين نتخذ الخطوة الأولى في بداية العام يكون ذلك بهدف الوصول للخطوة الأخيرة، والمتمثلة في الامتحان الختامي، وما بين هذا وذاك سلسلة متصلة من الخطوات لا يمكن فصلها، لأن إذا حدث ذلك ستتراكم المواد والأعمال على عاتق الطفل، وهذا سيشكل ضغطاً هائلاً عليه، سينعكس بالسلب على صحته النفسية، وسيولد لديه شعوراً انهزامياً بعدم القدرة على إنجاز هذا الكم، وبالتالي ستكون نسبة التحصيل والاستيعاب قريبة من الصفر..
الحل الأمثل هو الاستعداد للامتحانات منذ الفصل الدراسي، باستذكار الدروس أول بأول دون إغفال إي منها، والمراجعة أكثر من مرة لتبين نقاط ضعف الطفل ومعالجتها مبكراً، وتخفيف الضغوط عنه خلال الفترة الختامية، التي هي في حد ذاتها تشكل ضغطاً.
3- ضع جدول زمني :
الحد الفاصل بين نجاح الشخص وفشله هو مدى قدرته على إدارة الوقت، هذا ما أجمع عليه أنجح الشخصيات حول العالم، وآن الوقت للاستفادة من نصيحتهم هذه.. وابدأ الاستعداد للامتحانات بإعداد خطة لاستذكار الدروس، تضمن جدولاً زمنياً موسعاً يتضمن المدة المطلوبة لاستذكار كافة المواد، ومجموعة جداول أخرى مصغرة مقسمة تبعاً لفصول المادة الواحدة..
هذه الخطة ستنجيك من السقوط في شرك العشوائية والتخبط، ويكون الاستعداد للامتحانات مقام على أساس متين ومدروس، فلن يخدعك الوقت وتجده قد مر دون إنجاز المطلوب، كما أنه شعور الطفل بوجود وقت كاف للاستذكار والمراجعة، سيجعله يقوم بأعماله بارتياح دون خوف أو قلق، ومؤكد سيكون لذلك مردود إجابي على تركيزه وقدراته الاستيعابية للمعلومات.
4- توفير محيط مناسب :
يصنح المصابون بفرط الحركة والتشتت الذهني بالجلوس في محيط خال من المثيرات، كوضع المكتب في مواجهة حائط مثلاً، لأن كثرة الأشياء تجذب الانتباه وبالتالي تشتت التركيز، فإذا كان هذا هو الحال مع المرضى فكيف هو مع الأصحاء؟!.. فقبل أن تبدأ في إعداد الطفل للامتحانات عليك أن تُعِد له مكاناً مناسباً، ضع مكتبه في زاوية قليلة المثيرات بقدر الإمكان، اجمع له فيها كل ما يمكن أن يحتاجه أثناء الاستذكار، مثل كتبه ودفاتره وكافة الأدوات التي يستخدمها، وهذا لتجنب التشتت الذي قد ينتج عن تكرار القيام والجلوس، احرص على أن يكون المكان جيد الإضاءة والتهوية، مع توفير مقعد مريح يتناسب مع طول المكتب كي لا تكون جلسته مرهقة، ولا تستهر بهذا الأمر فهو أساسي ضمن إجراءات الاستعداد للامتحانات .
5- تحاشى المشاحنات :
ليصل إلى الطفل إلى قمة تركيزه في هذه الفترة الحرجة، يجب توفير بيئة محيطة ملائمة، تسودها السكينة والهدوء، وإذا كان إبعاد الأطفال عن مشاحنات الكبار ضرورة عامة، فأنه خلال فترة الاستعداد للامتحانات يصير ضرورة قصوى، وهو أمر للأسف قلما ينتبه إليه الآباء، ويغفلون آثره المدمر على الصحة النفسية، ولهذا فيجب تجنب التشاحن أو الشجار أمام الطفل، وإبعاده عن أي مشاكل أو ضائقة تتعرض لها الأسرة، فكلها عوامل تؤدي لإصابته باضطرابات نفسية، وتزيد من حِدة القلق والتوتر وتسبب الاكتئاب، وجميعها أمور يستحيل معها التركيز.
6- النوم الهادئ :
هناك فرق بين النوم الطويل والنوم الهادئ، فعدد الساعات التي يقضيها الطفل في حالة سبات ليست دليلاً كافياً على راحته، فاحرص على أن يكون نومه عميقاً هادئاً خالياً من الاضطرابات، ويمكن تحقيق ذلك من توفير فراش مريح وبيئة غير مزعجة، ويمكن تعزيز ذلك بتناول الطفل مشروباً دافئاً، كالحليب أو أحد مشروبات الأعشاب المساعدة على الاسترخاء، النوم ضرورة لإراحة المخ من الإجهاد الذي تعرض له طوال النهار، لتتجدد خلايا الدماغ وتستعيد نشاطها لمواجهة يوم آخر من العمل.
7- وقت مخصص للراحة :
من الضروري وضع الراحة في الحسبان عند التخطيط للعمل، فأن يظل العقل يعمل لعدة ساعات متصلة، هو أمر شبيه بالركض في أرض وعِرة لنفس عدد الساعات.. لذلك لابد من وقفة لالتقاط الأنفاس والحصول على بعض الراحة، فحين تضع جدول الاستعداد للامتحانات لابد أن يتضمن أوقاتاً للارتياح، يُفضل أن تكون فاصلة بين استذكار مادة دراسية وأخرى، أو بين الفصول وبعضها داخل المادة الواحدة.
فترات الراحة هنا ضرورية لراحة العقل، لكن يُمكن السماح للطفل خلالها القيام بأي من أنشطته المحببة، كمشاهدة برامج التلفاز أو تفقد الإنترنت، فهذا مهم لكسر روتين اليوم وعدم تنفير الطفل من المذاكرة.
8- إجابة الامتحانات السابقة :
من أفضل طرق المذاكرة الفعالة هي اختبار النفس بإجابة الامتحانات السابقة، فاحرص على تضمينها للخطط عند الاستعداد للامتحانات ،ففي اتباع هذا الأسلوب فوائد عديدة، أهمها هو تنمية الثقة بالنفس لدى الطفل، فدائماً بعد الاستذكار تنتاب الشخص الشكوك، هل هو يتذكر كل ما استذكره؟، هل سيجيد الإجابة في الامتحانات أم ستختلط المعلومات؟.. قاتل هذه الشكوك الوحيد هو اختبار النفس، فضع الطفل في امتحان افتراضي حتى وإن كنت واثقاً من كفاءته، دعه يختبر قدراته بنفسه ليشعر بالسكينة والثقة، ولا يصاب بالتوتر المعتاد عند حلول الامتحان، وأيضاً ليتعرف على الصيغ المختلفة للأسئلة المحتملة ويتدرب على التعامل معها.
9- لا للرياضة :
“لا للرياضة” هو شعار ربما لم تره من قبل، لكنه ضروري عندما تكون بصدد الاستعداد للامتحانات ،فرغم فوائد التمرينات الرياضية العديدة والضرورية، ستكون مضطراً من منع طفلك من ممارسة الرياضة مؤقتاً، على الأقل خلال الأسبوع الذي تجرى فيه الامتحانات فعلياً، وهذا لأن أثناء التدريبات تزيد عملية التمثيل الغذائي، ويستنزف الجسم جزءاً كبيراً من طاقته، خاصة إذا كانت رياضة نشطة كرياضات الدفاع عن النفس أو السباحة.
10- التغذية :
النظام الغذائي له دور أيضاً لا يمكن إغفال في عملية الاستعداد للامتحانات ،حيث أن بعض أنواع الطعام تؤثر بشكل مباشر على الصحة العقلية، فقدم له وجبات تحتوي على نسب مرتفعة من البروتينات، حيث له دور فعال في تقوية التركيز وإبقاء الطفل متيقظاً، ويمكن الحصول عليه من منتجات الألبان ولحوم الدواجن والبيض والخضروات الورقية، أما إذا أردت الحصول على درجة قصوى من التركيز، فاحرص على تزويده بأحماض أوميجا-3، فيكفي القول أنها عنصر أساسي في تركيب علاجات نقص الانتباه، ويمكن الحصول عليها من الأسماك الدهنية وزيوت الصويا والجوز وبذرة الكتان، أما البطاطس والخضروات الورقية فهي تمده بالفيتامينات المختلفة، بجانب اللحوم البقرية منزوعة الدهن والعدس.