لون البول هو مؤشر قوي على حالة الصحة العامة للإنسان، وذلك لأنه سريع التأثر بأي تغير سلبي يطرأ عليها، فكل حالة مرضية يتعرض لها الإنسان غالباً ما تتسبب في تبدل لون البول ، ويمكن الكشف عنها عن طريق ملاحظة هذا اللون المتبدل، ومن ثم اتخاذ الإجراء الطبي المناسب حيالها قبل أن تتفاقم ويصعب علاجها.
دلالات لون البول :
تحليل البول عادة هو أول ما إجراء يطلبه الطبيب، وذلك لأن من خلاله يمكن الكشف عن حقيقة المرض الذي أصيب به الإنسان، حيث أن خواص البول وتركيبه يتأثران بأي تغير يطرأ على الحالة الصحية للجسم، ومن ضمن مظاهر هذا التأثر التغير الذي يطرأ على لون البول ،ورغم أن التحليل المعملي هو الوسيلة الوحيدة المؤكدة لكشف حقيقة هذا التغير، لكن لون البول له دلالات تشير إلى الاحتمالات الأولية، ومن ضمن هذه الاحتمالات ما يلي :
لون البول المشوب بالزرقة :
لون البول لا يتخذ اللون الأزرق الصريح الواضح، إنما الزرقة في لون البول تكون عبارة عن شائبة، أي أن لونه الأصفر العادي يكون فقط مائلاً قليلاً إلى الأزرق، وتزداد درجة الزُرقة بـ لون البول تبعاً لزيادة نسبة العامل المُسبب لها، وفي حالة تبدل لون البول إلي هذه الحالة فأنه يعد مؤشراً إلى :
- لون البول حين يميل الأزرق فهو لا يعد من المؤشرات الخطرة في الأغلب، فعادة ما ينتج هذا التغيير اللوني نتيجة لتناول بعض الأدوية، على سبيل المثال مادة المثيلين الأزرق التي تدخل في تركيب أكثر من عقار علاجي، من الآثار الجانبية الناتجة عنها تحويل لون البول إلى شيء من الزُرقة، ولكن هذا لا يعني أن الشخص في مأمن من المضاعفات، فعند ملاحظة هذا التبدل في لون البول يجب مراجع الطبيب، فقد يكون المريض في حاجة إلى تقليل كم الجرعات التي يتلقاها، وقد يوفر الطبيب بعض البدائل المناسبة بعد إجراء التحاليل الطبية.
- في حالة طرأت الزُرقة على لون البول ولم يكن الإنسان يتبع نظاماً علاجياً معيناً، فمن الممكن أن ينتج ذلك عن الإفراط في الملونات الغذائية المُصنعة، وفي هذه الحالة لابد مراجعة الطبيب تجنباً للعديد من المضاعفات الخطرة المحتملة لذلك.
لون البول المشوب بالأخضر :
لون البول المشوب باللون الأخضر تتشابه مسبباته مع مسببات البول الأزرق، ومن ثم فأنه يشير إلى حالات مشابهة لما يشير إليها الأزرق مثل:
- لون البول تخالطه درجة من الاخضرار نتيجة تناول بعض أنواع العقاقير، غالباً تلك الأنواع التي تستخدم في تركيبها الصبغات الزرقاء، حيث أن امتزاج الصبغة الزرقاء مع صبغة البول الطبيعية بلونها الأصفر، فينتج عن ذلك لون أخضر يظهر بوضوح عند التبول، ومن أمثلة الأدوية التي تغير لون البول إلى اللون المائل للأخضر، أيضاً عقاقير مضادات الاكتئاب لها التأثير ذات وخاصة عقار “أميتريبتيلين”.
- أيضاً لون البول الأخضر مثل اللون المائل إلى الأزرق، قد يكون نتيجة تناول الأطعمة الجاهزة المحتوية على ملونات اصطناعية، وظهوره بالبول يعني أن الشخص قد أفرط في تناول هذه الأطعمة، ويعد بمثابة تحذير من التمادي في ذلك، ولذا لابد من الامتناع عنها اتقاءً للأضرار الصحية التي تنتج عنها.
- أما الاحتمال الذي يجعل مراجعة الطبيب ضرورة قصوى حال تغير لون البول إلى الأخضر، هو أن هذا اللون قد ينتج حين تعرض الجهاز البولي بالجسم إلى عدوى ما، التغير في لون البول هذا يحدث أيضاً جراء تغلغل البكتيريا في الدم، وتسمى هذه الحالة المرضية بمطلح BECTEREMIA.
لون البول الأرجواني :
تبدل لون البول الطبيعي إلى إحدى درجات اللون الأرجواني، يعد من المؤشرات الخطيرة التي تستوجب الفحص الطبي، خاصة إذا كان الإنسان قد تعرض لضائقة صحية استوجبت استخدام قسطرة البول، ففي تلك الحالة لون البول الأرجواني يشير إلى الإصابة بإحدى المتلازمات وهي:
- لون البول الأرجواني عادة ينتج عن الإصابة بمتلازمة القسطرة، وهي الإصابة التي تنتج عن استخدام القسطرة في علاج احتباس البول، حيث أن عادة قسطرة البول تستوطنها بعض أنواع البكتيريا الضارة، وعند بلوغ هذه البكتيريا مجرى الدم بجس المريض تنتج عدد من المركبات الكيميائية، وهذه المركبات يكون لها لون أحمر أو أزرق داكن، وعند اختلاط هذه المركبات بصبغة البول الطبيعية ذات اللون الأصفر ينتج اللون الأرجواني.
لون البول المُعكر :
تعكر البول أو تغير لون البول الأصفر النقي إلى لون عكِر، لهو من المؤشرات الخطيرة التي تنذر بعدد من الإصابات المحتملة، ولذا يجب الحذر معها والانتباه إليها واستشارة الطبيب، فمن بين الحالات التي يتبدل معها لون البول إلى أصفر مُعكر الآتي :
- يأتي لون البول المُعكر كنتيجة مباشرة لأحد أخطر أمراض الكلى، ألا وهو التعرض للإصابة بمرض حصوة الكلى، فإذا لاحظ أي فرد تغير لون البول وأنه صار متعكراً بدرجة كبيرة، فيجب حينها التوجه سريعاً إلى الطبيب وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، خاصة إذا كان هذا التعكر مصحوباً بآلام شديدة بأحد الجانبين أو كلاهما.
- أيضاً تعكر لون البول قد يكون مؤشراً للإصابة بأحد التهابات الجهاز البولي، خاصة إذا كان هذا التعكر مصحوباً بألم في منطقة البطن السفلى أو الظهر، وإذا كان هذا مصحوباً بحالة الحمى والحاجة الدائمة للتبول فأن احتمالات التعرض للإصابة تزيد.
- أما عن النساء فأن لون البول المتعكر لديهن ذو دلالة خطير، فهو يعد من المؤشرات القوية على إصابتهن بخلل بمنطقة الجهاز الدوري والمعدة، وينصح الأطباء هنا بضرورة الحصول على الرعاية الطبية تجنباً لأية مضاعفات، خاصة إذا ما اقترن هذا بتسريب البول خلال فترات الليل، وإذا كانت المريضة لا تزال في مرحلة العشرينات أو أوائل الثلاثينات من عمرها.
لون البول الأبيض :
بعض الحالات المرضية تؤدي إلى تغير لون البول إلى اللون الأبيض، أو كما يُعرفه الأطباء بالبول الحليبي، وكذلك قد يأتي لون البول هذا نتيجة لتناول بعض أنواع الأطعمة، والتعرف على حقيقة العامل المُسبب لهذا التغير اللوني بالبول، لابد من إجراء تحليل بول لدى أحد المعامل المتخصصة، كما أن العامل الزمني يعد مؤشراً هاماً في هذه الحالة، فكلما زادت مدة إنتاج لون البول الأبيض زاد احتمال أن يكون ناتج عن حالة مرضية لا عرضية :
- الحالة المرضية : يشير لون البول الأبيض أو الحليبي إلى تعرض الجهاز البولي لعدوى، ونتيجة لتحرك الجهاز المناعي كعامل مضاد للإصابة بهذه العدوى، يتم تدفق كم هائل من كرات الدم البيضاء داخل مجرى البول، فتلك العدوى حال إصابتها للجسم تتدفق كرات الدم البيضاء بمجرى البول، وترتيباً على زيادة نسبتها هذه يطرأ تغيراً على لون البول الطبيعي فيميل للأبيض.
- الحالة العرضية : اللون الأبيض للبول قد ينتج أيضاً بسبب اتباع نظام غذائي معين، فالإكثار من تناول أسماك الأنشوجة أو الرنجة مثلاً يزيد نسبة حمض اليوريك بالجسم، ونتيجة لتكون بلورات هذا الحمض يميل لون البول إلى الأبيض قليلاً، كذلك التأثير ذاته يتحقق عند الإكثار من تناول اللحم البقري الأحمر أو لحم الضآن.. كما أن زيادة نسبة الفوسفات أيضاً تؤدي إلى تبييض لون البول، إذ أن زيادة نسبتها تؤدي إلى زيادة إفراز الغدة الدرقية لهرموناتها، وتأثراً بهذه الزيادة الهرمونية يتحول لون البول قليلاً إلى الأبيض.