نسبة السكر : مريض السكر
هل هناك علاقة طيبة بين الصيام في شهر رمضان, والتحسن في نسبة السكر في الدم لدي الناس الذين يعانون من مرض السكر؟ الصيام اسلوب حياة مختلف, نظام غذائي مختلف, انتظام في مواعيد الطعام, فترة صيام عن الطعام والشراب لا تقل في بلادنا عن 12 ساعة كاملة او يزيد, حرارة الجو هذا العام اعلى من معدلاتها الطبيعية والصيام في رمضان هذا العام في قلب الصيف. اذن هو اسلوب حياة يختلف كثيرا عن نمط الحياة الذي نعيشه في الشهور العادية. نفهم من ذلك ان مريض السكر ايضا تتغير حالته وتتأثر بالصوم في شهر رمضان الكريم. ونريد في مقالنا هذا ان نفهم هل يتأثر مريض السكر بالسلب ام بالايجاب؟
مريض السكر في شهر رمضان
فرصة لتنظيم معدل السكر
الابحاث الحديثة كلها تصب في صالح اتجاه واحد, وهو ان الصوم في شهر رمضان المبارك يعد فرصة لمريض السكر ان يحافظ علي انخفاض معدل السكر في دمه, وبالتالي تتحسن صحته وتنخفض فرص الاصابة بأعراض المرض وتبعاته التي تأتي بعد الاصابة به من مشاكل في الابصار والتهابات في نهايات الاعصاب, وغيرها. الانسان مريض السكر يتناول عادة جرعة محددة من دواء من مجموعة الجليبينكلاميد او الاحدث منها لعلاج السكر , وجرعته الثابتة كل يوم تكون حسب حالته ونسبة السكر في دمه. وهذا ينظر اليه الطبيب ان شهر رمضان بالنسبة اليه فرصة, فهو يحرم نفسه من الطعام والشراب لمدة طويلة, ينخفض فيها معدل السكر للحد الادني له, اذن بتنظيم الوجبات الغذائية المناسبة الخالية من السكريات في وجبة الفطور والسحور وتجنب الوجبات الخفيفة التي يتناولها بعض الناس بينهما, يكون مريض السكر الذي يتناول حبوب من الدواء في افضل حال, بل وينصحه الطبيب بصيام ايام اخري طوال الشهور الاخرى. اما المريض الذي وصلت حالته لان يتناول جرعة محددة من الانسولين بالحقن كل يوم, فغالبا يمنعه الطبيب من الصيام في شهر رمضان نظرا لحساسية حالته, او يطلب منه الصيام ولكن بمزيد من الحرص والمراجعة والكشف عن نسبة السكر مرة كل يوم على الاقل بواسطة الاجهزة الحديثة المتاحة في الاسواق حاليا.
تنظيم جرعات الدواء
اما بخصوص جرعة الدواء اليومية وكيف يتم ضبطها في شهر رمضان مع الصيام, فالطبيب المعالج هو المسئول عن ذلك كلية وليس نحن المطالبين بتحديدها لانفسنا. الامر ليس فيه هزل بل يجب الاهتمام به بشكل كبير. مرض السكر يتطلب من الانسان ان يكون اكثر وعيا واكثر حرصا, واكثر اهتماما بجودة الحياة التي يعيشها وان يهتم لان تكون افضل واكثر تنظيما. والكيفية التي ينظم بها الطبيب جرهات الدواء في شهر رمضان اثناء صيام المريض غالبا تكون بتخفبض الجرعة اذا تم ضبط الطعام الذي سيتناوله المريض في وجبتي الفطور والسحور, او ضبطها كما هي وتقسيمها على مدار الفترة الزمنية الممتدة بين المغرب والفجر. مع اعطاء المريض فكرة عن المشروبات والحلويات التي يجب ان يبتعد عن تناولها تماما طوال الشهر الكريم وبعده.