“فيه شفاء للناس” هكذا وُصف عسل النحل بالذكر الحكيم، وهو قول لا يرتقي إليه الشك ولا يحتاج إلى إثبات، لكن يمكن القول أن الأبحاث العلمية فصلت الفوائد، وتناولت خصائص العسل والعناصر الغذائية التي تتضمنها قطراته، الأمر الذي دفع المؤسسات المنتجة للمستحضرات التجميلية والأدوية إلى استغلاله بمنتجاتهم، حيث أن الفوائد التي كشفتها هذه الأبحاث أقل ما توصف به أنها (سحرية).
فوائد عسل النحل لصحة الإنسان :
الفوائد الصحية لـ عسل النحل عرفتها الحضارات القديمة، ومنذ فجر التاريخ تم استخدامه لعلاج العديد من الأمراض، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف الدراسات التي تناولت العسل، وكل دراسة تقام تكتشف فوائد جديدة له، وربما مازالت هذه القطرات الذهبية تحتوي على المزيد مما لا نعرفه.
أمراض الصدر :
من فوائد عسل النحل قدرته الفائقة في علاج أمراض الصدر بوجه عام، وذلك لاحتوائه على نسب مرتفعة من معدن الماغنسيوم، والمعزز بالعديد من العناصر الأخرى الموسعة للشعب الهوائية، وهو ما يجعله فعال تماماً في علاج أمراض الجهاز التنفسي، مثل مرض الربو المزمن والسل الرئوي والنزلات الشعبية الحادة.
كما يساهم عسل النحل في إزالة البلغم المتراكم داخل الرئتين، ويمنع إعادة تكوينه مرة أخرى، ولهذا فهو مثالي بالنسبة للمدخنين للحد من آثار التدخين الضارة، وبالنسبة لمن أقلعوا عنه فإنه يساعدهم في تنظيف الرئة من السموم، وتزيد فاعليته في هذا الخصوص إذا تم تناوله مضافاً إلى مشروب لبان الذكر المغلي.
مقوي القلب :
يعد عسل النحل واقي شامل للجهاز الدوري عموماً والقلب على وجه الخصوص، وهذا ما أعلن في المؤتمر العالمي لفسيولوجيا الأعضاء، حيث أكد الأطباء المتخصصون أن تناول 100: 150 جرام عسل نحل بصفة يومية، تعد جرعة كفيلة بتقوية وتنشيط القلب، وهذا لاحتوائه على نسبة عالية من سكر الجلوكوز، والذي يعد غذاءً رئيسياً لعضلة القلب، مما يجعله بمثابة علاج لأمراض لغط القلب، كما يساعد على خفض نسبة الكوليسترول الضار بالدماء، مما يؤدي إلى خفض معدلات ضغط الدم، وهو الأمر الذي يُحسن بشكل مباشر من أداء الدورة الدموية، مما يسهل وصول الدماء المحمل بالاكسجين والجلوكوز لكل جزء بالجسم.
منشط للجسم والذهن :
ممارسي التمرينات الرياضية يُنصح لهم بتناول ملعقة عسل نحل يومياً، وذلك لأن من فوائد عسل النحل الصحية إمداده للجسم بالطاقة، وهذا لأنه يحتوي على نسب مرتفعة جداً من المواد السكرية، خاصة إذا كانت تريُضك من النوع المُجهد للعضلات، مثل رياضات كمال الأجسام ورفع الأثقال وما يشابهها، وأيضاً يُنصح الطلاب بتناوله خلال الاستعداد للامتحانات.
وهذا لأن عسل النحل يساهم في تعويض الجسم عما استهلكه من سكريات، بسبب الإفراط في النشاطين البدني والذهني، يحتوي على الجلوكوز بفورة، والذي يمكن للجسم امتصاصه بسهولة فيأتي بتأثيرات سريعة، وأيضاً يحتوي على مادة الفركتوز بطيئة الامتصاص، والتي تساعد على خفض معدل سكر الدم، بجانب قدرته على زيادة معدلات عملية التمثيل الغذائي.. مع الحذر من الإسراف في تناوله بالنسبة لممارسي الرياضة بهدف إنقاص الوزن، حيث يمكن أن يكون سبباً في الأتيان بنتائج معاكسة.
الأمراض الجلدية :
مستحضرات التجميل الخاصة بتجميل والحفاظ على البشرة، عادة ما يكون تركيبها يتضمن استخلاصات عسل النحل ،وهذا لأنه يحتوي على عديد من الفيتامينات المساهمة في الحفاظ على البشرة، وتأخير ظهور آثار الشيخوخة الجلدية كالتجاعيد وما يشابه ذلك، لكن فائدة العسل بالنسبة للجلد لا تقتصر على التجميل وحده، بل أنه يستخدم كعلاج موضعي للندبات وآثار الحروق منذ آلاف السنين، وحتى يومنا هذا تستخلص شركات الأدوية عناصر منه لاستغلالها في إنتاج دهانات الحروق، كما أن يستخدم كعلاج وواقي من أمراض فروة الرأس الجلدية، مثل القوباء الحلقية والصداف والاكزيما والبثور الناتئة، وهذا بسبب احتواء عسل النحل على فيتامين هـ.
مقوي للعظام :
فائدة عسل النحل هذه لا يجب على أحد أن يُضيعها من يده، ويجب الحرص على اغتنامها خاصة بالنسبة للأطفال، حيث أن عسل النحل يساهم بفاعلية قصوى في نمو العظام، ويقلل من احتمالات التعرض لخطر الإصابة بداء الكساح، والفضل في هذا يعود لاحتوائه على نسب مرتفعة من عنصري الفسفور والكالسيوم، ولهذا فإن النصيحة دائمة الترديد من قبل أطباء الأطفال هي إطعامه عسل النحل ،خاصة خلال الفترة التي يبدأ فيها الطفل في تكوين الأسنان.
الفائدة هنا لا تقتصر على الأطفال وحدهم فالبالغين أيضاً لهم نصيب منها، فعلاوة على ما سبق ذكره، فإن عسل النحل يحتوي على مواد تشابه في تأثيرها مادة البنسلين، مما يجعله بمثابة مضاد حيوي لعلاج التهاب المفاصل، كما أن العسل غني بنسب مرتفعة من فيتامين ج، مما يجعله فعال في الوفاية من مرض الاسقربوط القاتل.
مفيد للكبد :
يُعد الكبد من أعضاء الجسم ذات الأدوار المحورية، حيث أن الوظيفة الحيوية التي يقوم بها متشعبة، فهو مساهم في عملية التمثيل الغذائي والإمداد بالطاقة، كما تفرز عنه العصارة المرارية، وهو المسئول عن تحويل الانزيمات والمادة الكاروتينية إلى فيتامين أ، وتناول عسل النحل يؤدي إلى انتظام الكبد في القيام بكل هذه الوظائف، كما أن لـ عسل النحل دور فعال في علاج التهابات الكبد، ومنع حدوث تسريبات دهنية إلى داخلة، ويقي ويعالج التهاب الحويصلة المرارية، ويُحسن من حالات الإصابة بتضخم الكبدي.
حامي للجهاز الهضمي :
الجهاز الهضمي ببساطة هو المسئول عن فرز الغذاء، واستخلاص العناصر الغذائية منه ليفيد بها كافة أعضاء أجسامنا، لكن قلما ما نجد من بين الأطعمة ما يكون هو المستفيد منه، لكن عسل النحل لم يدع جزءاً من الجسد إلا وكان له مفيداً.. فبداية عسل النحل يمتاز بأنه سهل الامتصاص، وبالتالي فهو يُعد من ضمن الأمراض غير المرهقة بالنسبة للمعدة، علاوة على سرعة امتصاصه داخل الجهاز الليمفاوي.
علاوة على ذلك يعد عسل النحل مقوي للجهاز الهضمي، حيث يساهم في تنشيط الأمعاء مما يؤدي إلى علاج الاضطرابات الهضمية، وينظم عملية إنتاج العصارات التي تفرزها المعدة، كما يعد عسل النحل من أقوى الأطعمة المضادة لحموضة المعدة، وهو ما يقلل من احتمالات التعرض للإصابات بقرح المعدة وقرحة الأثنى عشر، وهذا دوره كواقي أما كمعالج فهو مُسكن فعال لتهيجات جدار المعدة، والمصابون بالقرح يُنصحون بتناول العسل مذاباً بالماء الفاتر قبل ساعتين من الطعام، حيث يُساعد في تحويل مخاط المعدة إلى سائل، مما يسهل عملية هضم الطعام سريعاً قبل أن يُلهب الأمعاء.
مفيد للقولون :
عند الحديث عن علاج عسل النحل فلا يمكن إغفال فائدته للقولون، ولا عجب من ذكرها في نقطة منفصلة عن الجهاز الهضمي بشكل عام، فبعيداً عن فوائده الصحية للقولون فإنه من الأطعمة القليلة التي لا تجهده، فوفقاً للدراسات العلمية التي تناولت خصائص عسل النحل، فإنه يتجه عند تناوله إلى الكبد مباشرة ليتحول إلى مادة جليكوجين، ولا يستمر وجوده بنطاق القولون لفترة طويلة فلا يسبب إرهاقه، على الجانب فأن تلك المدة البسيطة التي يبقاها بداخلها لها عظيم الفائدة، حيث أن عسل النحل يحفظ الأغشية المُبطنة للقولون من الاضطرابات، ويساعد في إعادة تمرميم وعلاج المناطق المصابة منها، أما بالنسبة لمرضى القولون فالأطباء ينصحوهم بالإكثار من تناول عسل النحل ،وهذا لأنه على المدى الطويل يساعد في علاجهم منه، وعلى المدى القريب فإنه يسهل كثيراً من عملية الإخراج، ويُحِد من الألم الذي يتعرض له مريض القولون.