الرئيسية - نصائح ومعلومات - العلاج النفسي .. مؤشرات تخبرك بحاجتك إليه
العلاج النفسي .. مؤشرات تخبرك بحاجتك إليه
العلاج النفسي .. مؤشرات تخبرك بحاجتك إليه

العلاج النفسي .. مؤشرات تخبرك بحاجتك إليه

العلاج النفسي هو أمر مهمل إذا تمت مقارنته بالعلاج العضوي، هذا رغم أن الألم النفسي يفوق الألم الجسماني بمراحل، بل أنه يقود إليه وعادة ما تؤدي الأمراض النفسية إلى أخرى عضوية.. لكن الحقيقة أن المرض النفسي لا يختلف عن المرض العضوي في شيء، فهو مثله شائع ومؤلم ومسبب للإزعاج، ومن ثم فأن احتياج الإنسان للرعاية النفسية لا يقل شيئاً عن احتياجه للرعاية الصحية البدنية، لكن ما المؤشرات التي تُعلِم الإنسان بحاجته إلى العلاج النفسي ؟

 دلائل الحاجة إلى العلاج النفسي :

يقول خبراء الطب النفسي أن كل إنسان يحتاج في فترة من حياته إلى الرعاية النفسية، وحددوا مجموعة من الأعراض التي يبيت معاه الحصول على العلاج النفسي ضرورة، وهي :

  الأنزواء والانعزال :

من أقوى المؤشرات الدالة على تعرض الشخص إلى ضائقة نفسية، هو الانزواء والانعزال العمدي عن الآخرين، وتزداد احتمالية صحة هذا المؤشر إذا كان الإنسان معروف عنه أنه اجتماعي بطبعه، ففي هذه الحالة يجب زيارة الطبيب النفسي، والحصول على استشارته وتلقي العلاج النفسي المناسب، فغالباً ما يكون هذا الانعزال واحدة من علامات التعرض لحالة من الاكتئاب، ويصبح الحصول على العلاج النفسي في هذه الحالة ضرورة، إذا كان هناك سبب ظاهر وواضح يدفع إلى الاكتئاب، مثل تعرض الشخص لصدمة ما في وقت قريب، أو إذا كان قد تعرض إلى ضغوط عصبية ونفسية شديدة في الفترة السابقة.

 اضطرابات الشهية :

اشتهاء الطعام يتأثر تأثراً شديداً باضطرابات الصحة النفسية، فإذا تغيرت عادات تناول الطعام بدرجة كبيرة، فقد يكون ذلك أحد المؤشرات الدالة على الحاجة إلى العلاج النفسي ،وكلا حالتي الاشتهاء إلى الطعام يعتبرا دلالة على التعرض إلى مشكلة نفسية، سواء فقدان الشهية أو الاشتهاء المفرط إلى الطعام، فكلاهما ينشأ عند تعرض الشخص للضغط الشديد، أو انتيابه مشاعر سلبية حادة مثل القلق المفرط أو التوتر الدائم، والنوع الثاني أي الإقدام على تناول الطعام بكميات كبيرة، هو المؤشر الأقوى على احتياج الفرد إلى العلاج النفسي ،وتُعرف هذه الحالة علمياً باسم الأكل الانفعالي.

  • فقدان الشهية : هو الدلالة الأضعف على احتياج الشخص نوع من العلاج النفسي ،فوفقاً للدراسات التي أجريت في ذلك الصدد، فأن فقدان الشهية عادة ما ينتج عن الضغوط قصيرة المدى محدودة التأثير.
  • الأكل الانفعالي : تنتج هذه الحالة في الغالب عن تعرض الشخص لضغوط شديدة، مما يترتب عليه إفراز الجسم لهرمون الكوتيزول بمعدلات أكبر من المعتاد، وهذا الهرمون هو ما يتسبب في شعوره بالجوع ورغبته الدائمة في تناول الطعام، ووفقاً للتقارير البحثية الصادرة عن جامعة هارفرد، فأن ذلك العرض هو مؤشر قوي على ضرورة تلقي العلاج النفسي ،كون ذلك العرض لا ينتج إلا عن التعرض لغضوط شديدة بعيدة المدى، خاصة إذا كان الاشتهاء يتركز على الأطعمة مرتفعة السعرات الحرارية.

التقلب المزاجي :

كل شخص في الحياة له هواياته وله مفضلاته، والعزوف المفاجيء غير المبرر عن ممارسة هذه المفضلات من مؤشرات الأمراض النفسية، فإذا كان الشخص منتظماً في ممارسة رياضة ما، فأن شعوره بعدم الرغبة في العودة إلى مزاولتها، يتشابه إلى حد التطابق مع انعدام رغبته في لقاء الأصدقاء أو امتناعه عن الطعام، كلها الأمور تعني أن الصحة النفسية لهذا الشخص قد تضررت، وقد تكون هذه الحالة عابرة أو ناتجة عن التعرض لضغوط وقتية، لكن استمرارها لفترات زمنية طويلة نبسبياً يعد مؤشراً للخطر، ويُفضل معه اللجوء إلى الطبيب المختص وتلقي العلاج النفسي

 الأرق :

لطالما برهن الشعراء على مشاعر اللوعة والألم بالسهر وندرة النوم، وقد أصابوا بتعبيراتهم هذه الحقيقة، فقد أثبتت الأبحاث العلمية العلاقة الوطيدة بين القدرة على النوم وبين الاستقرار النفسي، وهو ما يعني أن اضطراب الحالة النفسية يصحبه اضطراباً بالنوم، مما يجعل من الأرق مؤشراً على الحاجة إلى تلقي العلاج النفسي ..الأرق ينتج عن أكثر من سبب عضوي، كما أنه من الممكن أن يكون مجرد حالة عارضة تزول من تلقاء نفسها، لكن إذا تم إجراء الفحوصات الطبية ولم يتم التوصل إلى سبب عضوي، واستمرت حالة الأرق لفترة تفوق أسبوع أو أسبوعين، فحينها يكون التفسير الوحيد هو أن تلك الحالة ناتجة عن مرض نفسي، لابد من التوجه إلى الطبيب المختص والحصول على استشارته وتلقي العلاج النفسي المناسب، خاصة إذا كانت تلاحظ اتسام هذه الحالة بالتدهور المستمر، مثل أن تبدأ بنوم متقطع أو مضطرب، ثم تتحول إلى حالة من الأرق المزمن الذي ينعدم معه النوم.

 سهولة الاستثارة :

تتغير طباع الإنسان الذي يعاني من أزمة نفسية ما، وفي الغالب يصبح حاد الطباع يتسم بثرة الاستثارة والعصبية، فإذا تمت ملاحظة تغير طباع شخص إلى هذا الحد، فهذا يعتبر مؤشراً على احتياجه إلى العلاج النفسي ،ومن المشكلات النفسية التي تحول الشخص إلى شخص سريع الانفعال، الاكتئاب بمختلف درجاته وكذا القلق المفرط، ووفقاً لنتائج الأبحاث المجراة بولاية جورجيا الأمريكية، فأن سهولة الاستثارة وردود الأفعال المغالى فيها، من العوامل التي تشير بقوة إلى احتياج المرء إلى العلاج النفسي ،وأن ذلك العرض يختلف اختلافاً جذرياً عن التقلبات المزاجية العابرة.

 فقدان الرغبة الجنسية :

الاستثارة والشهوة الجنسية ترتبط ارتباط وثيق بالحالة النفسية، الأمر الذي يجعل فقدان الرغبة في ممارسة الجنس والعزوف عنه، أحد العوامل التي قد تدل على الحاجة لتلقي العلاج النفسي ، فإذا كان الشخص يعاني من حالة اكتئاب شديد، أو إذا كانت هناك مشاعر سلبية تسيطر عليه، كلها أمور تؤدي إلى تدهور الحالة النفسية وتكبت الرغبات، وتزداد حاجة الفرد إلى الرعاية والعلاج النفسي ، إذا لوحظ أن هناك محاولات استمالة من الطرف الآخر يقابلها بالامتناع.

 الأفكار السلبية :

الضغوط والمشاكل هي سمة رئيسية بالحياة وجميع البشر تمر بهم لحظات صعبة، وبالطبع ذلك يترك أثراً سلبياً في نفوسهم يدوم لفترة قصيرة نسبياً، ولا تستدعي هذه الحالة اللجوء إلى العلاج النفسي المتخصص، لكن إذا طالت مدة سيطرة هذه المشاعر السلبية فأن تصبح مؤشراً خطيراً، خاصة إذا ما دفعت المريض إلى الانشغال ببعض الاعتقادات السلبية، مثل أن الحياة قد توقفت وخلقت بداخله رغبة في الموت، نابعة من شعوره بأنه عديم القيمة وأنه لن يحقق شيئاً مهما حاول، ومراودة مثل هذه الأفكار يعد من أقوى المؤشرات على ضرورة تلقي العلاج النفسي ، فأنها من الأعراض التي تصاحب الإصابة بالاكتئاب الحاد، وإذا دام استسلام المريض لهذه الأفكار قد تقوده إلى عواقب وخيمة، فقد يتطور الأمر إلى التفكير في أمور أخطر مثل الانتحار.

 المؤشرات الجسمانية :

الصحة الجسمانية والنفسية متصلتان ببعضهما البعض، وما يؤثر بواحدة منهما ينعكس بالضرورة على الأخرى، فذلك الضيق النفسي الذي ينتابنا عند تألم أحد أعضاء الجسم، يقابله شعور الأعضاء بالألم إذا كانت الصحة النفسية هي المتضررة، ومن أمثلة الأعراض الجسمانية التي تشير إلى ان المرء في حاجة لتلقي العلاج النفسي :

  1. إحساس عام بالفتور والإرهاق وانخفاض معدلات الطاقة.
  2. آلام عامة بمناطقة متفرقة بالجسم
  3. صداع دائم ومؤلم
  4. مشاكل بعملية الهضم وشعور بالغثيان

هذه الأعراض يمكن وصفها بالأعراض العامة، أي أنها تأتي مرافقة لعدد غير قليل من الأمراض، لكن إذا لم تتوصل الفحوصات الطبية إلى أي سبب عضوي، فحينها يؤخذ بها كدلالة ودليل على احتياج للخضوع إلى جلسات العلاج النفسي

عن محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

شاهد أيضاً

مادة الليكوبين .. ما فوائدها وكيف تحصل عليها؟

مادة الليكوبين .. ما فوائدها وكيف تحصل عليها؟

مادة الليكوبين هي واحدة من أهم العناصر الغذائية وربما هي الأهم على الإطلاق وذلك لما لها من فوائد وآثار صحية إيجابية.. فما تلك الفوائد ؟ وكيف نحصل عليها ؟