الرئيسية - اليوغا والتأمل - أنواع الشخصيات … شخصية الانسان والعوامل التي تؤثر في تكوينها
أنواع الشخصيات ... شخصية الانسان والعوامل التي تؤثر في تكوينها
أنواع الشخصيات ... شخصية الانسان والعوامل التي تؤثر في تكوينها

أنواع الشخصيات … شخصية الانسان والعوامل التي تؤثر في تكوينها

يعرف خبراء علم النفس مفهوم الشخصية بالتعريف الاتي “مجموعة من أساليب التفكير والتصرف وإتخاذ القرارات والمشاعر المتأصلة والفريدة لشخص معين”. أي أن مجموع الافكار والتصرفات والقرارات التي يعتملها الانسان في داخله بمساحة الضمير الذاتي وظهورها في الواقع بالاضافة لكل ما يعتمل في نفسه من مشاعر عادية أو مشاعر طارئة. وبالرغم من وضع هذا التعريف المقبول عن الشخصية الانسانية الا أن الانسان يظل هو الكائن المعقد فعلا بكل ما تحمله الكلمة من معني فمهما تعمق وتفلسف علماء النفس حتى يحددوا ويرسموا شكلا لشخصية الانسان يظل الانسان صاحب شخصية صعبة في دراستها وادراك أبعادها وصعوبة تحديدها في الاطر المحددة ولذلك عندما سنسرد لكم أنواع الشخصيات سنجد تداخلا بينها في أغلب النماذج لأن الانسان لا يعيش عمره كله خاضعا لتجليات نموذج واحد من نماذج الشخصية بل قد تتراوح شخصيته بين أكثر من نوع من انواع الشخصية في نفس الوقت وهذا موجود وله أيضا مفاتيح لدراسة شخصيته.

تحليل الشخصيات تاريخيا

بدأت دراسة وتحليل شخصية الإنسان في زمن حضارة اليونان القديمة وكتب في هذا العلم عبقري الطب والحكمة أبو قراط وهو من يقسم الاطباء في أغلب بلاد العالم حتى الان بنفس القسم الذي كتبه في كتبه في الطب وسمي باسمه “قسم ابي قراط” . كان ابو قراط يعتقد إن الإختلاف في الشخصيات بين البشر يرجع إلى إختلاف نسب ما وصفه بالسوائل الحيوية الأربعة وهي حسب منهج أبو قراط: الدم, المادة الصفراء من مرارة الإنسان, المادة السوداء من مرارة الإنسان والبلغم. ومن هذه السوائل الحيوية والتي فيها مصادر الحياة للانسان صنف أبو قراط أنواع الشخصية الانسانية ويقول في “الشخصية الدموية” مثلا أنها تكون ذات صفات متفائلة ومحبة للمغامرة , ويقول في “الشخصية البلغمية” أنها تكون غير مبالية وفيها نوعا من الكسل وعدم الاكتراث.

وجاء بعد أبو قراط رائد من رواد الفلسفة اليونانية القديمة وصاحب مدرسة فلسفية كبيرة وهو الفيلسوف الكبير أرسطو واعتمد ارسطو في تحليل الإختلاف بين الشخصيات على النواحي المورفولوجية (الشكلية) ,فقام تفسيره حسب قسمات الوجه والبناء الجسمي للشخص فعلى سبيل المثال إعتقد أرسطو أن الأشخاص ذوي البنية النحيفة يكونون عادة خجولين ورغم اعتراضي على الاساس الذي بني عليه ارسطو تقسيمه الا انه في هذا المثال القريب مني حقيقي فأنا فعلا شخص نحيف وخجول باعتراف الكثيرين من حولي فلك الفضل يا معلمنا الاول وأدام الله فضلك.

ثم توالت القرون خلف القرون وجاء عالم البيولوجيا وصاحب نظرية التطور الشهير داروين. وقام بتحليل الشخصية بمعيار العوامل الغريزية التي إكتسبها الانسان من العوامل الغريزية التي تمكن الحيوانات الموجودة في البيئة لتضمن لها الاستمرار والبقاء .أما سيغموند فرويد عالم النفس الشهير فقد حلل شخصية الإنسان حسب الصراع بين الأنا السفلى والأنا والأنا العليا. أما عالم النفس مورتون فحلل الشخصية وعرفها بأنها حاصل جمع كل الإستعدادات والميول والغرائز والواقع والقوى البيولوجية الموروثة وكذلك الصفات والميول المكتسبة. أما شن وهو عالم نفس ليس بشهرة فرويد ومورتون فرأي أن الشخصية هي التنظيم الديناميكي في نفس الفرد لتلك الإستعدادات الجسمية والعقلية الثابتة نسبياً التي تعتبر مميزاً خاصاً للفرد وبمقتضاها يتحدد أسلوبه في التكيف مع ومن البيئة.

الشخصية والجينات

“هناك من يقول بأن الشخصية هي سلوك متأصل في نفس الفرد ومستمد من موروثه الجيني والتربوي ويتميز به كل فرد عن ومن سواه”. بحكم دراستي لعلم الجينات في كلية العلوم أعرف تماما أن الجينات الوراثية تحمل في صبغياتها صفات وتوجيهات بأوامر لظهور صفات معينة تميز كل شخص ولكن يبقي لهذا الشخص الكثير حتى يتأثر بمؤثرات خارجية أخرى غير تأثير الجينات الذي يولد به. وتم في ذلك تجارب كثيرة أغلبها تم على التوائم المتماثلة التي تحمل أغلب الصفات الوراثية الجينية بشكل شبه متماثل وتم رصد أثر البيئة والتربية وما واجهه كلا الشخصين في حياته الاجتماعية وما مر به من ظروف وظهرت الفروق واضحة وتؤكد لما لهذه الظروف والبيئة الخارجية من تأثير على شخصية الانسان.

كيف تتكون الشخصية

هناك عدد من العوامل حددها علماء النفس الحديث وعندما رصدتها في أغلب كتب العلماء وجدتها واحدة تختلف جزئيا بشكل بسيط في بعض القدر الذي تؤثر به ويعتمدها العالم في تصنيفه لكن جميعهم متفقين في أهميتها ومدي تأثيرها وهذه العوامل هي:

  1. العامل الجسماني: مما لا شك فيه أن النواحي الجسمية تؤثر في الحالة النفسية ويظهر تأثير هذا العامل في الحالة الإنفعالية والمزاجية التي تعتمد في أساسها على التركيب الكيميائي والدموي وهي تركيبات جسمية الاصل.
  2. العامل العقلي: يضم هذا العامل رافدين مهمين ولهم تأثير كبير في كل تصنيفات وتقاسيم الشخصيات وهما العمليات والقدرات العقلية, فالعمليات العقلية هي كل ما يتصل بالإحساس والإدراك والتصور والتخيل والقدرة على التفكير والتعلم, أي كل العمليات التي يقوم بها العقل لتكوين الخبرات المعرفية المتراكمة, أما القدرات العقلية فهي الإستعدادات التي يزود بها الفرد وتساعده على إكتساب الخبرة مثل الذكاء والحفظ والادراك والتمييز والنطق والتحليل.
  3. العامل المزاجي: يقصد بها الاستعدادات النفسية الراكزة للشخص والطاقات الإنفعالية مثل الحالات الوجدانية والطبائع والمشاعر والإنفعالات من حيث سرعة إستثارتها أو بطئها وقوتها أو ضعفها. ويعتقد بعض علماء النفس أن الشخصية ما هي إلا نواحي مزاجية فقط وهذا أراه تفسير قاصر وسطحي جدا لأن أنماط الشخصية وردود أفعالها تتمايز بشكل أعمق من التأثير المزاجي كثيرا ولا يؤثر المزاج الشخصي الا اذا كان مزمنا مثل حالات الاكتئاب الحاد المزمن مثلا ولكن الانفعالات اللحظية لا يؤخذ بها بنفس القدر كمؤثر قوي دال على نوع ونمط الشخصية.
  4. العامل الأخلاقي: وهي كل ما يكتسبه الانسان من عادات وميول وتعاليم وعظات يتأسس بها ويتخذها أساس يرجع اليه ويقيس عليه النفس والغير والمعني الجامع لها في لغتنا العامية “الخلق” وفي اللغة الفصحي “الموروث الاخلاقي”.
  5. العامل البيئي: يقصد بالبيئة جميع العوامل الخارجية التي تؤثر في الشخص من بدء نموه سواء كان ذلك متصلاً بعوامل طبيعية أو إجتماعية مثل العادات والنظم التربوية والظروف الأسرية والمدرسية, ويشمل أيضا تأثير البيئة المناخية للبلد التي يعيش فيها الانسان فالانسان الذي يعيش في وسط افريقيا تحت الشمس الحارقة من المؤكد ستختلف بعض الطباع والمميزات الشخصية فيه عن الانسان الذي يعيش بين الثلوج في ايسلندة مثلا.

عن د.محمد سرور

شاهد أيضاً

فوائد التأمل للصحة النفسية والجسمانية.. تعرف عليها

فوائد التأمل للصحة النفسية والجسمانية.. تعرف عليها

فوائد التأمل الصحية أكثر تعدد مما نتخيل، ذلك ما كشفته الدراسات العلمية التي تناولت التأمل بالبحث.. فإلى ماذا توصلت؟