بعد الإقلاع عن التدخين يجد المدخن أصبعيه مفتوحين دائماً، وكأن هناك سيجارة عالقة بينهما، هذا مؤكد ليس بفعل إدمانه للتدخين إنما بسبب اعتياده عليه، وحتى بعد التوقف عن التدخين لفترة، وبعد انسحاب آثاره من الدماء والجسد، تظل هناك رغبة مُلحة لدى الشخص تدفعه إلى التراجع، وهذا فقط بسبب اعتياده على التدخين في أوقات ومناسبات بعينها، وهناك بعض الخطوات والنصائح التي قد يكون في اتباعها التخلص من التدخين كعادة.
نصائح التخلص العادة المُضرة بعد الإقلاع عن التدخين
1. لا تبق وحيدا :
أول ما يجب أن نسلم به أن التدخين فكرة ليس من اليسير اقتلاعها من العقل، فهي عادة لازمت المدخن لفترة طويلة غالباً تكون مُقدرة بالشهور، وعند تخليه عنها يظل لفترة يشعر بأن هناك ما ينقصه، وأي إنسان حين ينفرد بذاته تهاجمه الأفكار وتنبعث فيه رغبات من الماضي، ومن هذا المنطلق فبعد الإقلاع عن التدخين يجب أن يتجنب الإنسان البقاء وحيداً، وعليه أن يحاول شغل وقته بالعمل أو بالحديث مع الآخرين؛ ليتفادى السقوط في شرك الرغبة التي قد يضعف أمامها، ويجب الحرص على ذلك خاصة في الفترات الأولى من التوقف، ومع الوقت سيجد أن سيعتاد حياته الخالية من السموم، ولن يعود في حاجة إلى أية وسائل إلهاء.
2. العلكة :
بعد فترة قصيرة نسبياً من الإقلاع عن التدخين تكون سموم النيكوتين قد انسحبت من الدماء، لكن تظل هناك رغبة لدى الشخص في التدخين فما السبب؟!.. السبب أنه تخلص من الإدمان لكن العادة مازالت راسخة في نفسه، فهو اعتاد على انشغال فمه بشيء ما أثناء قيامه بنشاطه، فالمدخن لا يشعل السجائر فقط عند احتياجه لجرعة النيكوتين، إنما تُفرض عليه السيجارة بفعل العادة، واحدة عند الاستيقاظ وأخرى مع الشاي… ألخ، وبناء على ذلك فالعلكة مناسبة لإشغال الفم وإلهاء الشخص عن سيجارته، ولا يشترط أن تكون من أنواع علكات النيكوتين، علكة عادية أو حبوب النعناع المحلاه ستفي بالغرض، خاصة وأن نكهة النعناع نفسها تنفر من مذاق الدخان.
3. التحدي والالتزام :
إذا أمعنا النظر إلى تفاصيل حياتنا فسنجدها مُركبة من مجموعة من التحديات، وعند اتخاذك قرار الإقلاع عن التدخين فأنت قد قبلت تحدي ذاتك، ومجرد إقدامك على الخطوة برهان على مقدرتك على إتمام التحدي، ويُفضل أن تخبر المقربين منك بإنجازك وتطلب منهم معاونتك على إكماله، الشريك أو الصديق المُقرب هم أفضل الأشخاص لأداء هذه المهمة، هم مؤكد يهتمون لأمرك فلا تحرم نفسك من نيل التشجيع المطلوب منهم، وفي الوقت ذاته تجد من يدق ناقوس الخطر إذا رأى منك بادرة تراجع، كما أن التزامك أمامهم سيُزيدك إصراراً ومقاومة، ويعاونك على التخلص من عادة التدخين إلى غير رجعة.
4. توقف عن جَلد ذاتك :
القاعدة النفسية تقول أننا الأشخاص الذين نريد أن نكون، فإذا أخبرت نفسك بأنك لن تستطيع فلن تستطيع، فيجب عليك طرد مثل هذه الأفكار من رأسك، خاصة أثناء أول فترات من الإقلاع عن التدخين ،وإذا حدث ولم تستطع المقاومة وضعفت أمام رغبتك في النيكوتين فهذه ليست النهاية، ولا تُضع الوقت في إحباط نفسك وإلقاء اللوم عليها، ما حدث مجرد خطأ عابر وكل خطأ يمكن تداركه، فقط ابدأ بتنمية ثقتك بنفسك مجدداً، وكن على يقين بإنك كما توقفت لفترة يمكنك التوقف مرة أخرى.
5. غيّر عاداتك :
العادة هي مجرد حدث وكل حدث يرتبط بزمان ومكان، فبعد الإقلاع عن التدخين حاول أن تدخل بعد التغيرات على نمط يومك، حاول -بقدر الإمكان- تجنب التواجد بنفس الأماكن التي اعتدت التدخين بها، فمثلاً إذا كنت معتاد على التواجد بمقهى معين اذهب لآخر.. أيضاً من الأمور الهامة تخلصك من كل ما يتعلق بالتدخين، فمنفضة السجائر على مكتبك لم يعد لها فائدة، كذلك قداحتك لم تعد هناك حاجة لتواجدها في جيبك، تخلص من هذه الأشياء التي لا طائل منها سوى تذكيرك بالسجائر.